اشتعلت المواجهات بين تنظيم داعش وقوات النظام السوري على طريق “أثريا-الرقة” في البادية السورية، مما أدى إلى تصعيد عسكري في المنطقة وسقوط قتلى من الطرفين.
وفي التفاصيل، شن تنظيم داعش هجوماً على طريق “أثريا-الرقة” الاستراتيجي، أسفر عن مقتل عدد من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري، والمعروفة أيضاً باسم “القوات الرديفة”.
رداً على هذا الهجوم، قامت قوات النظام السوري بشن عمليات عسكرية مضادة ضد مواقع تنظيم داعش في البادية السورية.
ووفقاً للأنباء الواردة فقد اندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم، بينما سقط عنصران من ميليشيا “الدفاع الوطني”، بحسب ادعاءات ماكينات النظام الإعلامية.
بالتزامن مع العمليات البرية، شنت الطائرات الحربية الروسية والتابعة لقوات النظام غارات جوية على مواقع يُعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش في بادية دير الزور الجنوبية الغربية.
يُذكر أن طريق “أثريا-الرقة” يعتبر من الطرق الاستراتيجية في المنطقة، حيث يربط وسط سوريا بشمالها الشرقي، وقد شهد هذا الطريق عدة هجمات وكمائن من قبل تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة، مما يشير إلى استمرار نشاط التنظيم في المنطقة رغم إعلان هزيمته عسكرياً في عام 2019.
وتسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات الأمنية المستمرة في البادية السورية، وتؤكد على صعوبة السيطرة الكاملة على هذه المناطق الشاسعة والوعرة.
كما تشير إلى قدرة تنظيم داعش على شن هجمات متفرقة رغم فقدانه للسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي محمود أبو يوسف لمنصة SY24: “يبدو أن المواجهات سوف تنتقل من وسط البادية إلى الطرق الاستراتيجية الرئيسية ومنها طريق (أثريا الرقة)، ما يعني أن التنظيم يريد الاستيلاء على الإمدادات التي تصل إلى عناصر النظام وميليشياته في المنطقة”.
وأضاف: “لا يمكن فصل الهجمات على صهاريج النفط عن الهجمات والاشتباكات على الطرق الاستراتيجية، فكلها تصب في سياق محاولات داعش الحصول على موارد لدعم خلاياه، بالمقابل يحاول النظام السوري وميليشياته الادعاء بأنهم يصدون هجمات داعش بينما في حقيقة الأمر يتكبدون الخسائر الفادحة في تلك المحاور”.
ومع استمرار هذه المواجهات، من المتوقع أن تكثف قوات النظام السوري وميليشياتها من عملياتها العسكرية في المنطقة في محاولة لتأمين الطرق الاستراتيجية والحد من نشاط الخلايا النائمة لتنظيم داعش، وفي الوقت نفسه، يبقى الوضع الإنساني في هذه المناطق محل قلق، خاصة مع استمرار الاضطرابات الأمنية وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية، حسب مراقبين.