قادتها الصدفة وأيام الحصار في مدينتها دوما بالغوطة الشرقية قبل 11 عاماً إلى تعلم فن الخط العربي، ليصبح جزءاً من عملها الحالي وهوايتها المفضلة، إلى جانب إكمال تعليمها الجامعي في كلية التصميم والاتصالات المرئية بجامعة الأناضول بتركيا، حيث تقيم حالياً، الشابة “مروة هارون” (30 عاماً) تروي لمنصة SY24 قصة احترافها لفن الخط العربي.
تخبرنا مروة أنها دخلت مجال الخط أثناء فترة حصار دوما، حيث حوصرت مع آلاف الأهالي من قبل النظام السوري، واضطرت لترك دراستها الجامعية في قسم الهندسة بسبب عدم قدرتها على مغادرة المدينة، استمرت تلك الظروف القاسية حوالي خمس سنوات، وخلالها بحثت عن وسيلة لقضاء وقتها بشكل مثمر، لتدخل دورات تدريبية في فن الخط العربي، وهو ما جعلها تتعلق بهذا الفن.
تقول مروة: “بدأت بمجال الخط العربي منذ 11 عاماً، تعلمت خلالها عدة أنواع من الخط العربي (خط الرقعة، الخط الديواني، خط النسخ، خط الوسام) وحالياً أتعلم خط الثلث والديواني الجلي”، تشير مروة إلى أن فن الخط العربي قد حظي بمكانة مرموقة عبر العصور، إذ وصفه العرب القدماء بأنه “لسان اليد”.
خلال السنوات التي أمضتها في التدريب، تمكنت مروة من إتقان الخط العربي وأصبحت مدربة محترفة، تقدم دورات تدريبية للفتيات والنساء عبر الإنترنت ومجموعات التواصل الاجتماعي، بمساعدة صديقتها هبة، التي طورت موهبتها من الهواية إلى الاحتراف، أسست مروة مجموعة تعليمية خاصة للخط العربي.
على الرغم من مسؤولياتها كأم لطفلين وطالبة في السنة الثالثة بكلية التصميم بجامعة أناضولو، لم تتخل مروة عن شغفها بالخط العربي، فقد تمكنت من تنظيم العديد من الدورات التدريبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعدها على تدريب عشرات الشابات على مبادئ هذا الفن، إلى جانب مشاركتها في مسابقات عالمية لاكتساب المزيد من الخبرات.
اليوم، تزين مروة جدران منزلها بعشرات اللوحات التي تحمل عبارات وحكماً كتبتها بأنواع مختلفة من الخطوط العربية، تطمح مروة إلى افتتاح معرض خاص بفن الخط العربي، يجمع لوحاتها مع أعمال أخرى لهواة هذا الفن العريق.
من الحصار والمعاناة في دوما إلى الاحتراف في تركيا، تلخص قصة مروة هارون مسيرة من التحدي والإبداع، تحول فن الخط العربي من وسيلة لتمضية الوقت إلى شغف حقيقي ورؤية مستقبلية، حيث تسعى مروة لترك بصمة في هذا الفن العريق من خلال تعليم الآخرين وتطوير مهاراتها باستمرار.