بدأ العام الدراسي الجديد في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري وميليشياته شرق سوريا، وسط نقص حاد في الخدمات الأساسية، مما أثار موجة من الاستياء والشكاوى بين الأهالي والطلاب.
وفي تفاصيل الأزمة، أفاد عدد من سكان المدينة بأن العديد من المدارس في المدينة تفتقر إلى أبسط مقومات البيئة التعليمية السليمة. فعلى سبيل المثال، عانت مدرسة محمد علي العرفي الإعدادية للبنات من انقطاع المياه في اليوم الأول للدراسة، حيث كانت خزانات المياه فارغة تمامًا.
وقد أثار هذا الوضع تساؤلات حادة حول مدى استعداد مديرية التربية في دير الزور للعام الدراسي الجديد، خاصة مع تكرار هذه المشكلة في مدارس أخرى بالمحافظة.
وعبّر الأهالي عن استيائهم من هذا الإهمال، مشيرين إلى أن المشكلة لا تقتصر على نقص المياه فحسب، بل تمتد لتشمل سوء حالة دورات المياه وعدم توفر وسائل التدفئة في فصل الشتاء.
وفي تعليقات لسكان المنطقة، وصف أحدهم الوضع قائلاً: “مدارس دير الزور مجرد حيطان يحبسون فيها الطلاب”.
وأضاف آخر: “حتى في الشتاء، يتم تركيب وسائل التدفئة في مكاتب المديرين والمدرسين فقط، أما الطلاب فيتركون في البرد”.
ولم تقتصر المشكلة على مدينة دير الزور وحدها، حيث أشارت التقارير إلى معاناة مماثلة في مدارس الريف، ففي مدرسة جميل علوان، على سبيل المثال، اشتكى الأهالي من عدم جاهزية الحمامات ونقص المياه، مما يضطر الطلاب للتحمل في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وامتدت الأزمة لتشمل مناطق أخرى في سوريا، حيث أفاد سكان من منطقة جرمانا بأن الطلاب مضطرون لجلب مياه الشرب معهم، مشيرين إلى مشكلة انقطاع الكهرباء التي تحول دون ملء خزانات المياه.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، عبر العديد من الأهالي عن مخاوفهم من تأثير هذه الأوضاع على العملية التعليمية ومستقبل أبنائهم. وقال أحدهم: “كل المدارس فاشلة، لا مياه ولا دورات مياه مناسبة، والتدريس فاشل، نخشى على مستقبل هذا الجيل بأكمله”.
ويأتي هذا الوضع في وقت تعاني فيه مناطق النظام من أزمات اقتصادية وخدمية متعددة، مما يلقي بظلاله على قطاع التعليم الذي يعتبر ركيزة أساسية لبناء مستقبل البلاد.
ومع استمرار هذه المشاكل، تتزايد الدعوات لتدخل عاجل من قبل السلطات المعنية لتحسين الأوضاع في المدارس وضمان توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، حسب الأصوات التي تتعالى من قبل الأهالي.