رفض الشاب السوري “محمود حنورة” كل مغريات الهجرة التي قُدمت له أثناء وجوده في تركيا، وعاد إلى مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي ليسخّر خبرته من أجل العمل في مركز المعالجة الفيزيائية، ولا سيما أن الكثير من الجرحى السوريين أصبحوا بحاجة للعلاج كي لا تتحول إصاباتهم لإعاقات مستديمة.
تخرّج الشاب محمود من المعهد الأمريكي للتطوير والأعمال، واختص في مجال العلاج الفيزيائي، حيث أنهى دراسته أثناء إقامته في مدينة مرسين التركية، لكن وبسبب سيطرة قوات النظام على بلدته (ماير) بريف حلب الشمالي، فلم يستطع العودة لها.
التحق محمود بالعمل على أرض الميدان وتحديداً في جمعية ابن رشد للرعاية الصحية الأولية في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، فيما يستقطب المركز قرابة 30 حالة يومياً من ذكور وإناث؛ وبحسب القائمين على الجمعية أن معظم الحالات التي تصل للمركز هي من إصابات الحرب والإعاقات الخلقية عند الأطفال.
يعتبر محمود نموذجاً ناجحاً بين عائلته وأصدقائه وزملائه، حيث أن الوضع الراهن في سوريا لم يمنعه من متابعة تعليمه، ومن ثم تخرجه، وتسخير خبرته لخدمة الناس، إلا أن عزيمته وإصراره على الحياة لربما أحيا الأمل مجدداً في قلوب المرضى الذين ساعدهم.