تشهد عدة محافظات سورية أزمة وقود حادة أدت إلى تقليص حصة وسائل النقل الداخلية والخارجية من مادة المازوت، حيث انخفضت المخصصات إلى نحو النصف مقارنة بالكميات المعتادة، هذا التخفيض تسبب في تقليل عدد الرحلات بين المحافظات، خاصةً في اللاذقية وحمص.
ووفقاً لمصادر محلية، تعاني مناطق سيطرة النظام من أزمة نقل كبيرة أثرت على حركة النقل الداخلي بين المدن والخارجي بين المحافظات، وقد أعلنت محافظة اللاذقية، يوم الخميس الماضي، عن انخفاض كميات المازوت الواردة إليها بنسبة تراوحت بين 30% إلى 50%، مما دفعها إلى تخفيض مخصصات الحافلات الكبيرة (البولمانات) وتقليص حصة معامل الأدوية إلى 30% فقط.
ونتيجة لهذه الأزمة، قلصت المحافظة مخصصات خطوط النقل ضمن المحافظة بنسبة 50%، وقررت وقف استقبال الحافلات العامة القادمة من المحافظات الأخرى.
وتعد العاصمة دمشق وريفها من أكثر المناطق المتأثرة بهذه الأزمة، حيث تزداد شكاوى المواطنين بشكل مستمر بسبب الصعوبة في تأمين وسائل النقل اليومية إلى أماكن عملهم أو جامعاتهم، وقد تفاقمت الأوضاع مع ارتفاع تكاليف النقل، مما يضطر الموظفين إلى دفع نصف راتبهم كأجرة مواصلات.
الجدير بالذكر أن تكاليف النقل شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة، مما زاد من الأعباء على المواطنين، خصوصاً الموظفين الذين يعملون في مناطق بعيدة عن منازلهم، هذا الوضع دفع العديد من الموظفين إلى تقديم إجازات مرضية طويلة الأمد أو الامتناع عن الذهاب إلى العمل، بينما لجأ البعض الآخر إلى استخدام وسائل نقل بديلة مثل الدراجات الهوائية أو النارية، أو المشي لساعات طويلة للوصول إلى وجهتهم.
تفاقم أزمة الوقود في سوريا يزيد من معاناة المواطنين اليومية، حيث باتت وسائل النقل عبئاً ثقيلاً يؤثر على حياتهم بشكل مباشر، ولا يزال من غير الواضح متى سيتمكن المواطنون من رؤية حل جذري لهذه الأزمة المتكررة، التي تجعل تأمين المواصلات تحدياً يومياً يضاف إلى سلسلة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.