تشهد مدينة دير الزور شرق سوريا أزمة حادة في توزيع الكتب المدرسية، وسط اتهامات بانتشار الواسطة والمحسوبية في عملية التوزيع، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء والغضب بين أولياء الأمور والطلاب على حد سواء.
وفي التفاصيل، أفادت مصادر من المدينة الخاضعة لسيطرة النظام السوري وميليشياته أن مدرسة زكي الأرسوزي قامت بتسليم كتب مدرسية للطالبات مع تعليمات صارمة بضرورة تجليدها، وإلا فلن تقبلها المكتبة في نهاية العام الدراسي.
إلا أن المشكلة الأكبر تكمن في أن العديد من هذه الكتب كانت ناقصة، حيث تم اقتطاع أجزاء من بدايتها ونهايتها.
وعبّر أحد أولياء الأمور عن استيائه قائلاً: “الكل يعرف أن الكتب السليمة للحبايب”، في إشارة إلى أن الكتب الجديدة والكاملة يتم توزيعها على أساس العلاقات الشخصية والمحسوبية.
وأعربت إحدى الأمهات عن استيائها من أن ابنتها في الصف الثامن لم تتلقَ سوى كتابين لمادتي الإنجليزية والفرنسية، مشيرة إلى أن توزيع الكتب يتم بشكل غير عادل.
وأضافت الأم أن بعض الطلاب يتلقون كتبًا جديدة، بينما يحصل آخرون على كتب مستعملة، وكأن عملية التوزيع تعتمد على مزاج المعلمين وليس على الحاجة الفعلية للطلاب، بحسب شكواها.
كما وردت شكاوى من مدارس أخرى، حيث ادعى بعض الأهالي أن موزعي الكتب طلبوا رشاوى مقابل إعطاء كتب جديدة للطلاب.
وأثار نقص الكتب الدراسية قلق المواطنين، حيث يرون أنها مؤشر على تدهور الوضع التعليمي بشكل عام في المنطقة.
ووصف أحدهم الوضع بأنه ‘كارثي’، مؤكداً أن المشكلة تتجاوز نقص الكتب لتشمل جوانب أخرى من العملية التعليمية.
وقد وجه بعض الأهالي انتقادات لاذعة لمديرية التربية، متهمين إياها بإعادة تعيين مدراء مدارس “فاشلون ولهم تاريخ عريض في الفساد”.
كما تساءل البعض عما إذا كانت هذه الشكاوى ستصل إلى الجهات المعنية لحل المشكلة أم أنها ستبقى حبيسة الأدراج.
وأجمع كثير من المتضررين على أن أزمة توزيع الكتب المدرسية في دير الزور هي جزء من مشكلة أكبر تتعلق بإدارة العملية التعليمية في المنطقة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المختصة لضمان حصول جميع الطلاب على حقهم في التعليم بشكل عادل ومتساوٍ، حسب تعبيرهم.