شهدت البادية السورية خلال الأيام الأخيرة تصاعدًا في أعمال العنف، حيث أدت الألغام والكمائن التي نصبها تنظيم داعش إلى سقوط قتلى من قوات النظام السوري وميليشياته.
وحسب الأنباء الواردة، قُتل خمسة عناصر من ميليشيا “لواء القدس” الموالي لإيران إثر انفجار لغم أرضي استهدف سيارتهم في منطقة أثريا بريف حماة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار نشاط خلايا تنظيم داعش في البادية السورية، حيث تواصل استهداف قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها بين فترة وأخرى.
كما تشير تلك التطورات إلى أن داعش وخلاياه نقلوا عملياتهم إلى طريق “أثريا” في البادية السورية، والذي سبق له أن شهد الكثير من الأحداث الأمنية وخاصة على صعيد الهجمات المباغتة للتنظيم.
وفي سياق متصل، لقي تسعة أشخاص مصرعهم خلال الـ 24 ساعة الماضية في مناطق متفرقة من البادية السورية نتيجة انفجار ألغام ومخلفات حربية. من بين الضحايا رعاة أغنام بالقرب من بادية السخنة شرقي حمص.
كما لقي رجل حتفه عند محاولته تفكيك سيارة محترقة بالقرب من مدينة تدمر، حيث يُرجح أن اللغم الذي تسبب في مقتله قد وضعته الميليشيات الإيرانية لمنع الاقتراب من هيكل السيارة.
وفي حادثة أخرى، فقد طفل حياته وأصيب آخر بجروح جراء انفجار لغم أرضي أثناء جمعهما للخردة في منطقة كباجب جنوبي دير الزور.
ومؤخراً، اشتعلت المواجهات بين تنظيم داعش وقوات النظام السوري على طريق “أثريا- الرقة” الاستراتيجي، حيث شن التنظيم هجومًا أسفر عن مقتل عدد من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري.
وردًا على ذلك، قامت قوات النظام بشن عمليات عسكرية مضادة ضد مواقع التنظيم في المنطقة.
ووسط كل ذلك، تبقى مخلفات الحرب والألغام الأرضية تهديدًا خطيرًا للمدنيين، في حين يواصل تنظيم داعش محاولاته لإعادة تأكيد وجوده في المنطقة من خلال الهجمات المتكررة على قوات النظام والميليشيات المساندة له.
يُذكر أن طريق “أثريا- الرقة” يعتبر من الطرق الاستراتيجية في المنطقة، حيث يربط وسط سوريا بشمالها الشرقي، وقد شهد هذا الطريق عدة هجمات وكمائن من قبل تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة، مما يشير إلى استمرار نشاط التنظيم في المنطقة رغم إعلان هزيمته عسكرياً في عام 2019.