شهدت أسعار الذهب في سوريا ارتفاعاً ملحوظاً بالتزامن مع الزيادة الكبيرة في سعر الأونصة العالمية، التي سجلت أعلى مستوياتها عند 2578 دولاراً، انعكس هذا الارتفاع بشكل واضح على الأسواق السورية، إذ تعد أسعار الذهب مؤشراً هاماً على الوضع الاقتصادي العام، وارتفاعها يعكس عادة تدهور الثقة في العملة المحلية واستمرار الضغوط التضخمية، يجد السوريون أنفسهم أمام واقع اقتصادي صعب يتفاقم يوماً بعد يوم.
وفقاً للأسعار المسجلة في محلات الصاغة بدمشق، بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 نحو 1,045,000 ليرة سورية للمبيع و1,044,000 ليرة سورية للشراء. أما غرام الذهب عيار 18 فقد سجل 895,714 ليرة سورية للمبيع و894,714 ليرة سورية للشراء، في حين بلغ سعر غرام الذهب عيار 14 نحو 697,000 ليرة للمبيع و696,000 ليرة للشراء.
وشهدت الأسواق المحلية في العاصمة السورية ارتفاعاً حاداً في أسعار الذهب، مما أضاف ضغطاً إضافياً على المواطنين الذين يعانون من تدهور مستمر في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وحذرت جمعية الصاغة بدمشق من التعامل بأسعار مخالفة للتسعيرة الرسمية، مشددة على إمكانية تقديم شكاوى ضد الصاغة المخالفين عبر التواصل مع الجمعية أو مديرية التموين في المحافظات.
يُشار إلى أن أسعار الذهب في سوريا ما تزال تتأثر بشكل كبير بالتغيرات العالمية في أسعار الأونصة، التي تواصل ارتفاعها نتيجة تراجع قيمة الدولار وزيادة التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
مع استمرار التدهور الاقتصادي وعدم وجود أفق واضح لتحسن الأوضاع، يتوقع مراقبون استمرار ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية، مما سيؤدي إلى مزيد من الضغوط على المواطنين والاقتصاد الوطني، يبقى الحل الوحيد أمام السوريين هو التكيف مع الواقع الجديد ومحاولة الحفاظ على ما تبقى من قوتهم الشرائية في مواجهة هذه التحديات المتزايدة.
يبدو أن ارتفاع أسعار الذهب في دمشق لم يعد مجرد مؤشر اقتصادي عابر، بل أصبح جزءاً من سلسلة أزمات تعصف بالحياة المعيشية والاقتصادية للسوريين، مما يتطلب تدخلاً فورياً وشاملاً لتخفيف معاناة المواطنين وإعادة الاستقرار إلى الأسواق المحلية.
