شهدت محافظتا دير الزور والرقة في شرق سوريا سلسلة من الحوادث المؤسفة خلال الأشهر الأخيرة، حيث تم العثور على عدة أطفال حديثي الولادة ملقين في الشوارع والطرقات العامة، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار بين السكان المحليين.
وآخر هذه الحوادث المؤلمة، حسب وصف الأهالي، وقع في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي، حيث تم العثور على طفل حديث الولادة ملقى على الطريق العام.
وأثارت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة ومستنكرة من قبل الأهالي، حيث عبّر العديد منهم عن صدمتهم وحزنهم العميق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتراوحت تعليقاتهم بين الدعاء بالرحمة للطفل والمطالبة بمعاقبة الجناة، مع التعبير عن القلق إزاء تدهور الأوضاع الاجتماعية في المنطقة.
وتأتي هذه الحادثة في أعقاب سلسلة من الوقائع المماثلة التي شهدتها المنطقة في الأشهر الأخيرة، ففي نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، تم العثور على طفلة رضيعة بالقرب من مجمع عشتار في مدينة الرقة.
وفي نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، تم العثور على طفل حديث الولادة ملقى في شوارع مدينة الرقة، وقبل ذلك بأسبوعين، عُثر على طفل آخر أمام مسجد النور في الرقة، كما سُجلت حادثة مماثلة أثارت غضب وسخط الأهالي في شهر نيسان/أبريل الماضي.
وتشير هذه السلسلة من الحوادث إلى وجود ظاهرة مقلقة تتمثل في التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في المناطق العامة، مما يعكس أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة تعاني منها المنطقة.
وقد أدت هذه الحوادث المتكررة إلى زيادة المخاوف بشأن سلامة الأطفال ورفاههم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا عموماً.
ودعا ناشطون ومراقبون السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل لمعالجة هذه الظاهرة، من خلال تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للأسر المحتاجة، وتعزيز برامج التوعية حول حقوق الطفل، وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية الأساسية للأمهات والأطفال.
كما أكد المراقبون على ضرورة إجراء تحقيقات شاملة في هذه الحوادث لتحديد أسبابها الجذرية ومحاسبة المسؤولين عنها، مع التأكيد على أهمية تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية لمنع تكرار مثل هذه الحالات المأساوية في المستقبل، حسب تعبيرهم.