تحديات وصعوبات تواجه النساء العاملات في الشمال السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية المتدهورة في الشمال السوري، تكافح عشرات النساء يومياً من أجل تأمين لقمة العيش لأطفالهن، في محاولة منهن لمواجهة التحديات التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهن اليومية.

“عبير”، الموظفة في إحدى المنظمات الإنسانية بمدينة أعزاز شرقي حلب، واحدة من هؤلاء النساء، تبلغ من العمر 30 عاماً، أم لثلاثة أطفال، خريجة أدب عربي، بعد وفاة زوجها، تحملت مسؤولية إعالة أسرتها، لتجد نفسها أمام معركة يومية للحصول على لقمة العيش.

تقطن “عبير” في دير حسان بريف إدلب الشمالي، إلا أن عملها يتطلب منها التنقل لمسافات طويلة إلى مدينة أعزاز، وهو ما يضعها أمام صعوبات كبيرة تتعلق بالمواصلات وارتفاع تكاليفها، إضافة إلى المعاناة الجسدية والنفسية المترتبة على السفر اليومي الطويل.

 تقول عبير: “الوصول إلى عملي أصبح يشكل تحديًا يوميًا، ليس فقط بسبب بُعد المسافة ولكن أيضاً بسبب قلة توفر وسائل النقل وارتفاع تكاليفها.

 ليست “عبير” وحدها في هذه المعاناة، إذ تشاركها عشرات النساء العاملات في الشمال السوري، ممن يتحملن أعباء أسرهن بعد فقدان الأزواج أو بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. وبالرغم من أن العمل بالنسبة لهؤلاء النساء هو ضرورة وليس خياراً ، إلا أن الظروف التي يواجهنها تجعل من هذا العمل تحدياً مضاعفاً.

الأوضاع الأمنية في الشمال السوري تجعل من التنقل بين المدن والبلدات أمراً محفوفًا بالمخاطر، إضافة إلى الافتقار للبنية التحتية الجيدة وندرة وسائل النقل، وهو ما يجعل التنقل اليومي للعمل أو السوق عبئاً كبيراً حسب قول من تحدثنا إليهن من النساء العاملات.

تواجه النساء العاملات أيضاً ضغوطًا نفسية واجتماعية، حيث يتعين عليهن التوفيق بين العمل ومسؤولياتهن المنزلية، تقول “هدى”، وهي أخرى تعمل في مجال التعليم في منطقة أعزاز: “نعيش في مجتمع يعاني من ضغط اقتصادي كبير، ومع ذلك يُتوقع منا أن نكون موجودات في كل مكان، في العمل وفي المنزل، دون أي اعتبار للصعوبات التي نواجهها”.

الأوضاع الاقتصادية في الشمال السوري لا تزداد إلا سوءًا، حيث يعاني السكان من غلاء الأسعار وانخفاض فرص العمل، النساء اللاتي يعُلن أسرهن يجدن أنفسهن مضطرات للعمل في ظروف غير مواتية، وفي أحيان كثيرة بأجور متدنية لا تكفي لتلبية احتياجاتهن واحتياجات أطفالهن.

وفي ظل غياب الدعم الحكومي أو المنظمات غير الحكومية الكافي، تجد هؤلاء النساء أنفسهن في مواجهة مباشرة مع تحديات الحياة اليومية، الكثير منهن يعتمدن على المساعدات الإنسانية لتغطية النفقات الأساسية، لكن هذه المساعدات لا تضمن لهن حياة كريمة.

ورغم الصعوبات التي تواجهها النساء العاملات في الشمال السوري، فإن الكثير منهن يواصلن العمل والإصرار على تربية أطفالهن وتوفير ما يمكن من حياة أفضل لهم، لكن يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل هذه النساء وأسرهن في ظل استمرار الظروف الاقتصادية الصعبة، وغياب الحلول المستدامة التي تضمن لهن بيئة عمل آمنة ومناسبة، وتخفف من وطأة المعاناة اليومية التي يعشنها.

مقالات ذات صلة