تفيد الأنباء الواردة من البادية السورية بأن القوات الروسية أصدرت تعليمات بسحب عدة مجموعات تابعة للفرقة 25 مهام خاصة من بادية السخنة شرقي حمص، وذلك بعد فشل حملات التمشيط ضد تنظيم داعش في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن القوات الروسية طالبت الفرقة 25 بالالتزام والتركيز على تأمين الطرق في المنطقة.
يأتي هذا التطور في وقت يكثف فيه تنظيم داعش من هجماته في مناطق متفرقة من سوريا، لا سيما في البادية السورية، حيث تستهدف هذه الهجمات بشكل رئيسي قوات النظام السوري والفصائل المدعومة من إيران.
وتشهد مناطق البادية السورية منافسة محتدمة على السيطرة بين مجموعات مدعومة من إيران وأخرى مدعومة من روسيا، بحسب مراقبين.
ويبدو أن هذا التنافس يؤثر سلبًا على فعالية العمليات العسكرية ضد داعش، مما يتيح للتنظيم فرصة لتعزيز وجوده في المنطقة.
وفي خضم هذه التطورات، تحاول المجموعات المدعومة من إيران استقطاب المزيد من الشباب السوري لتجنيدهم في صفوفها للقتال على جبهات البادية ضد داعش، حيث يأتي هذا في إطار محاولات إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة ومواجهة النفوذ الروسي المتزايد.
ويشير قرار القوات الروسية بسحب بعض الوحدات من بادية السخنة إلى حالة من عدم الرضا عن أداء قوات النظام السوري في مكافحة داعش.
كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها قوات النظام السوري في السيطرة على المناطق الصحراوية الواسعة في سوريا.
وقال الناشط الحقوقي محمود أبو يوسف المهتم بتطورات البادية لمنصة SY24: “ليست هذه المرة الأولى التي تفشل فيها حملات التمشيط في البادية، وهي رسالة روسية للميليشيات الإيرانية بأنهم فاشلون في الحد من هجمات داعش وخلاياه في المنطقة”.
وأضاف: “أعتقد أن هذا التطور سيزيد من التوتر الحاصل في البادية السورية ما سيدفع بداعش لاستغلال حالة التخبط بين المجموعات المدعومة من روسيا أو من إيران، وبالتالي سيكثف التنظيم من هجماته بشكل مستمر”.
ومن المرجح أن يؤدي هذا التطور إلى إعادة تقييم للاستراتيجية العسكرية في البادية السورية، مع احتمال زيادة الدعم الروسي المباشر للعمليات ضد داعش أو تكثيف التدريب والدعم اللوجستي لقوات النظام السوري، حسب مراقبين.
وتبقى البادية السورية منطقة استراتيجية هامة، نظرًا لموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية، ومن المتوقع أن تستمر المنافسة بين القوى المختلفة للسيطرة عليها، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر والصراع في المنطقة.