في إدلب.. عمال المحروقات يعانون من أمراض تهدد حياتهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يعاني “فادي شبيب” من أمراض تنفسية متعددة في رئتيه اليمنى واليسرى، نتيجة عمله الطويل على بسطة لبيع المحروقات واستنشاقه روائح المحروقات القوية التي أثرت بشكل كبير على جهازه التنفسي.

يشكو معظم عمال بيع المحروقات في الشمال السوري من أمراض تنفسية حادة، نتيجة استنشاقهم روائح قوية ومضرة أثرت مع مرور الوقت على أجهزتهم التنفسية بشكل كبير، مما جعل حياة الكثيرين منهم مهددة بالخطر.

“فادي” شاب في العشرينيات من عمره، يقيم في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، فقد والده منذ بداية الحرب في سوريا، وأصبح المعيل الوحيد لأمه وأخيه.

كان في عمر 13 عاماً عندما أجبرته الظروف على فتح بسطة صغيرة لبيع المحروقات في أحد الطرقات العامة بالمدينة، يقول: إن “همي الوحيد كان أن أبيع أكبر كمية من المحروقات المتوفرة لدي، لتحظى عائلتي بحياة كريمة، ويستمر أخي في إكمال تعليمه”.

مرت الأيام وتلتها الأشهر والسنين، وما زال “فادي” يتجه كل صباح إلى مكان عمله الذي بات يقضي معظم وقته بين أواني البنزين والمازوت وزيت النفط وغيرها، يقول: “فجأة بدأت أشعر بتعب شديد في صدري وضيق في تنفسي”.

خلال زيارته لأحد أطباء الصدرية في المدينة، تبيّن أن الشاب مصاب بالربو، إضافة إلى عطل جزئي في الرئتين، وهو ما يتطلب عملاً جراحياً مستعجلاً، خاصةً للرئة اليمنى.

يقول الشاب: “لست قادراً على دفع تكاليف العمل الجراحي، التي تتجاوز 5 آلاف دولار أمريكي، لأبقى أصارع الموت على فراشي حتى يحين الأجل”.

منذ حوالي أربع سنوات وحتى الآن، لا يزال “فادي” مستلقياً على فراشه ينتظر الموت، وغير قادر حتى على الحركة، فهو بالكاد يستطيع التنفس بمساعدة جهاز الأوكسجين.

ينصح أطباء الصدرية عمال المحروقات بشكل عام بالابتعاد قدر الإمكان عن الروائح القوية والمضرة بصحتهم، وارتداء الكمامات طوال فترة عملهم، لتجنب الإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة التي يصعب الشفاء منها.

مقالات ذات صلة