تفاقمت أزمة الخبز في مدينة حلب مؤخرًا، حيث تسببت رداءة جودة الخبز المنتج في معظم المخابز الخاصة بغضب واسع بين الأهالي، مما دفع الكثيرين إلى تقديم شكاوى متكررة للمسؤولين بهدف تحسين جودة صناعة الخبز وتسهيل الحصول عليه من الأفران المنتشرة في المدينة.
وفقًا لمصادر محلية، ازدادت حدة هذه الأزمة مع تضاعف الطوابير أمام المخابز، حيث يُضطر المواطنون إلى الانتظار لفترات طويلة، وأحيانًا داخل أقفاص حديدية ضيقة للحصول على حصصهم المدعومة من الخبز، في ظل معاملة سيئة من قبل العاملين.
وفي الوقت نفسه، يُباع الخبز على البسطات خارج الأفران بأسعار مضاعفة تصل إلى 8 آلاف ليرة سورية للربطة الواحدة، مما يفاقم معاناة المواطنين.
وكما هو معتاد، برر المسؤولون في النظام رداءة الخبز بسوء نوعية الخميرة المستخدمة، والتي أثرت بشكل مباشر على جودة المنتج وزادت من حالة الازدحام في الأفران.
من جهتهم، أقر أصحاب الأفران أن الخبز المنتج ذو جودة سيئة بالفعل، مرجعين السبب إلى نوعية الخميرة الضعيفة التي تم توزيعها هذا الشهر، وأوضحوا أن الكمية المخصصة من الخميرة لكل 100 كيلوغرام من الطحين هي 300 غرام، لكن بسبب ضعف الخميرة بنسبة 50%، أصبحوا مضطرين لزيادة الكمية إلى 500 غرام لكل 100 كيلوغرام طحين.
هذه الزيادة، بحسب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الخبز في حلب، ستؤدي إلى نقص الخميرة نهاية الشهر، مما يهدد بزيادة الأزمة سوءًا.
إلى جانب أزمة الخبز، يعاني سكان مدينة حلب من واقع خدمي متردٍ آخر يتمثل في تراكم النفايات والقمامة في الشوارع والأحياء السكنية، وتسبب هذا التراكم في نشوء أزمة بيئية كبيرة أثارت مخاوف الأهالي من تأثيرها السلبي على الصحة العامة، خاصة مع انتشار الحشرات والقوارض في الأحياء، إلى جانب الروائح الكريهة التي تنبعث من هذه النفايات.
وأفادت مصادر محلية متطابقة، أن مشكلة تراكم القمامة أصبحت أحد أكبر التحديات التي تواجه سكان المدينة، وسط غياب شبه كامل لعمليات ترحيل القمامة من قبل الجهات المعنية ومجالس البلديات.
هذا التقاعس من المسؤولين زاد من استياء الأهالي الذين أعربوا عن خشيتهم من تفشي الأمراض نتيجة تردي الأوضاع البيئية المحيطة بهم.
بين أزمة الخبز المتفاقمة والتدهور البيئي الناتج عن تراكم النفايات، يعيش سكان حلب تحت وطأة ظروف معيشية قاسية، في ظل تقاعس واضح من قبل الجهات المسؤولة عن تحسين الخدمات الأساسية.
وتبقى هذه الأزمات، التي تمس حياتهم اليومية بشكل مباشر، تعبيرًا عن الفشل في الاستجابة لمطالب المواطنين في المدينة، كل ذلك يستمر في إثارة الغضب وتفاقم المعاناة، وسط غياب أفق لحلول قريبة قد تنهي هذه الأوضاع المتردية.