غياب اللباس المدرسي الموحد يُرهق السكان شمال سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

مع اقتراب موسم العودة إلى المدارس، تعيش الكثير من الأسر في الشمال السوري حالة من التحدي والمعاناة في تأمين ملابس أطفالهم، حيث يشكل ارتفاع الأسعار عبئاً كبيراً على الأهالي، لاسيما في ظل عدم وجود زي مدرسي موحد، مما يجعل الأسر في حيرة مستمرة بين شراء ملابس جديدة أو اللجوء إلى حلول بديلة.

تتحدث إلينا “نجاح محمد”، وهي أم لخمسة أطفال تقيم في مشروع سكني بريف إدلب الشمالي منذ نزوحها من ريف دمشق، فتقول: “الأسعار لا تتناسب مع دخل الأهالي هنا، خاصةً قاطني المخيمات، فرحة استقبال المدارس ستكون ناقصة عند شريحة كبيرة من العائلات، الذين وقعوا ضحية الفقر والغلاء، وحُرموا من تجهيز ملابس جديدة وقرطاسية كباقي الأطفال”.

تعد حالة “نجاح” مثالاً عن آلاف العائلات التي تواجه صعوبات كبيرة في تأمين كسوة المدارس، ما يدفع الكثير منها إلى اللجوء إلى حلول غير تقليدية مثل شراء الملابس المستعملة “البالة” أو إعادة تدوير الملابس القديمة، فالأمهات السوريات، اللواتي تشتهرن بمهاراتهن اليدوية، يقمن بتعديل وتفصيل قطع صغيرة من الملابس القديمة لتناسب احتياجات أطفالهن.

هذا الحل يُعتبر ملجأً ضروريًا للكثير من العائلات ذات الدخل المحدود، حيث تشير “نجاح” إلى أن إعادة التدوير أصبحت جزءًا من الروتين اليومي للأمهات اللواتي يسعين للتأقلم مع الظروف المعيشية القاسية، قائلة: “لم يعد لدينا خيار آخر، فنحن نعيد تدوير ما نملك، نحاول أن نصنع قطعاً جديدة من القديم كي نحافظ على كرامة أطفالنا في المدارس”.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة، يبدو أن هذه البدائل هي الحل الوحيد أمام الأهالي لمواجهة موجة الغلاء، خاصة في ظل غياب الدعم الحكومي أو المنظمات الإنسانية في تأمين زي مدرسي موحد أو تقديم مساعدات كافية للأسر الفقيرة.

يذكر أن للأمم المتحدة قدرت عدد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد، وأشارت إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.

مقالات ذات صلة