برد الشتاء يقترب وأهالي إدلب بلا وسائل تدفئة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

مع اقتراب فصل الشتاء، تتجدد معاناة “أبو محمد”، المقيم في ريف جسر الشغور الغربي، الذي يقوم برحلات يومية إلى الجبال والأحراش القريبة لجمع الحطب والعيدان لتدفئة عائلته من البرد القارس.

تشهد أسواق مواد التدفئة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعارها مع بداية كل شتاء، مما يجعل أصحاب الدخل المحدود عاجزين عن شرائها، إذ بالكاد يستطيعون تغطية احتياجاتهم اليومية.

“أبو محمد”، رجل في الأربعينيات من عمره، أب لخمسة أطفال، يقيم في بلدة الجانودية بريف إدلب الغربي، ويعمل كعامل مياومة في ورشة لتصليح الدراجات النارية.

يتقاضى “أبو محمد” يومياً 120 ليرة تركية، مثل مئات عمال المياومة الذين تصل أجرتهم في أحسن الأحوال إلى 150 ليرة.

يقول: “هذا المبلغ الزهيد لا يكفي لتغطية مصاريف عائلتي من طعام ودواء، مما يضطرني إلى الاستدانة بشكل متكرر لسد احتياجات المنزل”.

في أواخر أيلول، تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجياً استعداداً لفصل الشتاء، ويشعر “أبو محمد” بالحيرة والقلق، إذ لا يعرف كيف سيؤمن مواد التدفئة لعائلته خلال أشهر الشتاء الطويلة.

طوال فصل الشتاء، يجمع “أبو محمد” الحطب من الجبال والأحراش القريبة، حيث يخرج كل صباح تحت المطر والبرد على دراجته النارية ليجمع كمية من الحطب والعيدان الناعمة تكفي عائلته لليوم التالي، هذا هو حال الكثير من سكان منطقته الذين يعجزون عن دفع مئات الدولارات لشراء طن الحطب أو غيره من مواد التدفئة.

يتراوح سعر طن الحطب في أسواق الشمال السوري حسب نوعيته ودرجة تجفيفه، يقول “أبو قاسم”، أحد تجار مواد التدفئة في أريحا، إن سعر طن الحطب المجفف تجاوز 180 دولاراً أمريكياً.

يعتمد غالبية سكان الشمال السوري في التدفئة على قشر اللوزيات، ويُعد قشر الفستق الحلبي من أكثر الأنواع طلباً في المنطقة، حيث وصل سعر الطن هذا العام إلى 315 دولاراً أمريكياً.

تلجأ بعض العائلات الفقيرة في الشمال السوري إلى استخدام بدائل متنوعة للتدفئة خلال فصل الشتاء، تقول “أم حسن”، وهي امرأة خمسينية وأرملة وأم لسبعة أطفال، إنها تعتمد على شراء أقمشة “البالة” الرخيصة الثمن مقارنة بأسعار مواد التدفئة، وتقوم بتشغيلها داخل المدفأة لتدفئة أولادها.

تشير “أم حسن” إلى أن هذه الأقمشة، عند حرقها، تطلق روائح كريهة وتسبب أمراضاً تنفسية، لذا، تلجأ لاستخدامها في الأيام الباردة جداً فقط، بينما تقضي بقية أيام الشتاء تحت أغطية دافئة.

يعجز الكثير من أهالي الشمال السوري عن شراء مواد التدفئة في الشتاء، مما يدفعهم إلى البحث عن حلول بديلة عديدة لحماية أنفسهم وأطفالهم من برد الشتاء القارس، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.

مقالات ذات صلة