الغلاء يؤخر تجهيز أهالي دير الزور لـ “المونة”

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها سوريا، يواجه أهالي دير الزور شرق البلاد صعوبات جمة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، وصلت إلى حد عجزهم عن تحضير “المونة” وهي المؤن الغذائية التي تعد تقليديًا لفصل الشتاء.

تحضير المونة، الذي كان يعتبر في السابق جزءًا أساسيًا من الروتين السنوي للعائلات السورية، أصبح الآن حلمًا بعيد المنال للكثيرين. فقد أشار العديد من السكان إلى أنه في مثل هذا الوقت من العام، كانت المونة عادةً تكون شبه جاهزة، لكن الوضع الحالي مختلف تمامًا، حسب تعبيرهم.

ارتفاع الأسعار الجنوني جعل تكلفة تجهيز المونة تصل إلى أكثر من مليون ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم العائلات.

هذا الواقع المرير دفع الكثيرين للتخلي عن فكرة تحضير المونة، مع التركيز على تأمين قوت يومهم فقط، وفق كثير من الأهالي.

ردود فعل الأهالي تراوحت بين الحسرة والاستسلام للواقع المؤلم، فمنهم من عبر عن حزنه قائلاً: “نسينا المونة من زمان، والمكدوس صار حلم لنا منذ سنين، وكل سنة يضل حسرة بقلبنا”، بينما لجأ آخرون إلى الدعاء: “لا حول ولا قوة إلا بالله، ربي يفرجها على الناس”.

لكن الأزمة لا تقتصر على المونة فحسب، بل تمتد لتشمل جميع جوانب الحياة في دير الزور. فالمدينة تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية: فالمياه شحيحة ونادرًا ما تصل للمنازل بشكل منتظم، والكهرباء تخضع لتقنين شديد، مما يجعل انقطاعها أمرًا متكررًا، والإنترنت غير مستقر وينقطع لأتفه الأسباب، إضافة إلى نقص حاد في المستشفيات والأطباء والأدوية.

إضافة إلى ذلك، تعاني المدينة من انتشار الفساد والرشوة، حيث أصبحت الواسطة والمحسوبية هي السبيل الوحيد لإنجاز أي معاملة، كما يشكو السكان من انعدام الأمن، مع انتشار الجريمة والسرقة دون رادع حقيقي.

بالمقابل، فإن الصراعات بين مختلف المجموعات الأمنية المدعومة من الميليشيات الإيرانية وبين الأفرع الأمنية تزيد الوضع سوءًا، حيث تتقاتل هذه الجهات على السيطرة والنفوذ، مما يجعل المدينة على حافة الانفجار.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، يصف بعض السكان دير الزور بأنها “مقبرة” وأن سكانها “ميتون ولكن على هيئة أحياء”، ما يعكس عمق المعاناة التي يعيشها أهل المدينة، وحجم اليأس الذي وصلوا إليه.

ووسط كل ذلك، يبدو أن الوضع في دير الزور، كما في العديد من المناطق السورية الأخرى، يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. فالأزمة الاقتصادية الخانقة، مقرونة بانهيار الخدمات الأساسية وانعدام الأمن، تجعل الحياة اليومية للسكان تحديًا مستمرًا، دافعة الكثيرين إلى حافة اليأس، بحسب شهادات عدد من سكان المدينة الخاضعة لسيطرة النظام السوري وميليشياته الإيرانية.

مقالات ذات صلة