موسم التفاح في إدلب، إنتاج قليل وصعوبة في التسويق

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

يقطف ” أبو محمد” حبات التفاح ويجمعها في صندوق بلاستيكي، ثم يعمل على فرزها حسب حجم الثمرة وسلامتها من الأمراض، ليكون كل منها على حدا، ثم ينقلها إلى سوق الهال بمدينة جسر الشغور لبيعها، فهي مصدر رزقه الوحيد، حاله كحال معظم مزارعين بلدته ” بداما” المشهورة بزراعة التفاح منذ سنوات طويلة.

تشتهر المنطقة الغربية في محافظة إدلب بأنواع كثيرة من الفواكه الطازجة ومن بينها التفاح والحمضيات المعروفة بطعمها ونكهتها المميزة نتيجة التربة المناسبة لها والمياه الوفيرة والاعتناء الكبير بها.

أبو محمد رجل في الأربعينيات من عمره، أب لستة أولاد، يقيم في بلدة بداما بريف إدلب الغربي، ويملك ما يقارب 200 شجرة من التفاح بأنواع عديدة.

قبل الحرب في سوريا، كانت بلدة  بداما من أكثر المناطق المشهورة بزراعة التفاح، وكانت الأراضي الزراعية فيها تحتوي على أكثر من نصف مليون شجرة.

أثرت الحرب القائمة في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات بشكل كبير على عدد أشجار التفاح في البلدة، نتيجة تعرض البلدة لقصف دائم من قبل قوات النظام المتمركزة على خطوط التماس بالقرب منها، أدى هذا القصف إلى اقتلاع وحرق مئات الأشجار منها.

اضطر ” أبو محمد” إلى النزوح من بلدته إثر القصف المكثف على المنطقة، حاله كحال معظم سكان منطقته، ليعود إليها بعد الهدنة الموقعة بين روسيا وتركيا في عام 2020.

عمل عدد من المزارعين على إعادة زراعة أراضيهم بأشجار التفاح من جديد، وتقدم كافة الأسمدة العضوية اللازمة لها، إضافة إلى تزويدها بالماء والحراثة والتقليم،” فهي شجرة تعطي الإنتاج على حسب كمية الاهتمام بها” كما وصفها “أبو محمد”.

يعاني “أبو محمد” كواحد من مئات المزارعين لتلك الفاكهة من انتشار أنواع عديدة من الأمراض فيها أهمها: “يرقات عثة التفاح واللسعة”، التي تحتاج إلى أنواع معينة من مبيدات حشرية وعلى عدة مراحل.

يقول المزارع: أن إنتاج أرضه هذا العام تراجع بشكل كبير، نتيجة الأمراض الكثيرة التي لحقت بالثمار، وهذا ما دفعه إلى إجراء عملية فرز الثمار بين السليمة والمصابة بالمرض.

يشكو معظم المزارعين في الشمال السوري من صعوبة تسويق منتجاتهم في الأسواق المحلية إضافة إلى عدم تصديرها إلى الدول الخارجية، ويعد السبب الرئيسي لذلك هو استيراد التفاح التركي وبكميات كبيرة جداً، لتكون له المكانة الأكبر والأولى في الأسواق المحلية.

تشهد ثمار التفاح تحسناً جيداً في أسعارها مقارنة مع العام الماضي، ليتراوح سعر التفاح هذا العام ما بين 25 و30 ليرة حسب نوعه وجودته وحجمه.

مقالات ذات صلة