حذّر الدفاع المدني السوري من أن ملايين المدنيين في شمال سوريا يعيشون في مناطق ملوثة بالذخائر غير المنفجرة، مما يشكل تهديداً مستمراً لحياتهم.
وتنتشر هذه المخلفات الخطرة في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وأماكن لعب الأطفال، نتيجة للقصف المستمر من قبل قوات النظام السوري وروسيا منذ بداية النزاع قبل 13 عاماً، وفق بيان صادر عن “الخوذ البيضاء”.
وفي حادث مأساوي جديد يسلط الضوء على الخطر المستمر للذخائر غير المنفجرة في شمال سوريا، لقي رجل وطفله حتفهما وأصيبت زوجته وطفلته الرضيعة بجروح خطيرة إثر انفجار مخلفات حربية داخل منزلهم في بلدة كللي شمالي إدلب صباح يوم الأحد.
وحسب البيان، فإن هذا الحادث يأتي ضمن سلسلة من الحوادث المماثلة التي وقعت في الأشهر الأخيرة، ففي مطلع آب/أغسطس الماضي، قتل طفل يبلغ من العمر 5 سنوات وأصيب والداه وشقيقته البالغة 3 سنوات بجروح بليغة في حادث مشابه في مدينة سرمين شرقي إدلب.
وأشار البيان إلى أن فرق الدفاع المدني السوري استجابت لـ 13 انفجاراً لمخلفات الحرب في مناطق شمال غربي سوريا منذ بداية عام 2024 حتى 21 أيلول/سبتمبر.
وأسفرت هذه الحوادث عن مقتل 6 مدنيين، بينهم 3 أطفال، وإصابة 25 آخرين، من بينهم 21 طفلاً وامرأتان.
وأكد التقرير على أن هذه المخلفات الحربية لا تشكل خطراً على حياة المدنيين فحسب، بل تمنع أيضاً المزارعين من الوصول إلى أراضيهم والصناعيين من العمل في بعض الورش، كما تعيق عودة النازحين إلى منازلهم، خاصة في المناطق التي تعرضت لقصف مكثف.
وحول ذلك، قال الكاتب والحقوقي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24: “تعتبر مخلفات الحرب وخاصة من الذخائر غير المنفجرة مثل القنابل العنقودية أو رؤوس الصواريخ أو الألغام، من أخطر التهديدات التي انتشرت بشكل واسع في الأراضي المفتوحة وفي المناطق التي تعرضت للقصف و بقيت تحت الأنقاض”.
وأضاف: “وفي ظل الظروف الصعبة، يلجأ بعض الأفراد للبحث في هذه الأماكن عن الخردة كمصدر لكسب لقمة العيش، وغالبًا ما يتم تكليف الأطفال بجمع هذه الخردة، حيث يكون العديد منهم غير قادرين على التمييز بين الخردة العادية ومخلفات الحرب من الذخائر غير المنفجرة، فيقومون بتجميعها في حاويات مشتركة ونقلها إلى منازلهم أو خيامهم، وأثناء عمليات الفرز أو التنزيل أو العبث بها، تنفجر هذه الذخائر، مما يتسبب في كوارث بحقهم”.
وتابع: “لذا، من الضروري تسليط الضوء إعلاميًا على حملات توعية حول مخاطر مخلفات الحرب، وأهمية التعامل معها بحذر، وشرح كيفية التعامل الآمن لتجنب هذه الكوارث”.
بدوره، دعا الدفاع المدني السوري المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في سوريا، وإلزام النظام السوري وحليفه الروسي بالكشف عن خرائط المناطق الملغومة للمساعدة في جهود إزالة هذه المخاطر.
وشدد التقرير على أن آثار هذه الجرائم ستستمر لعقود قادمة، مما يتطلب جهوداً مكثفة ومستمرة لحماية المدنيين وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.