أزمة المياه في مخيمات الشمال السوري: معاناة تتفاقم وأعباء مالية ترهق السكان

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في الفترة الأخيرة، تفاقمت أزمة انقطاع المياه عن العديد من المخيمات والتجمعات السكنية في شمال غرب سوريا، مما زاد من الأعباء المادية على الأهالي وأحدث آثاراً سلبية كبيرة على حياتهم اليومية.

من أبرز هذه الآثار انتشار الأمراض الجلدية بين السكان نتيجة نقص النظافة، ومعاناة الأمهات بسبب اضطرارهن لتقنين استخدام المياه في الأعمال المنزلية والاستخدامات اليومية، في ظل ظروف معيشية صعبة، هذه الأزمة تأتي ضمن مجموعة واسعة من الصعوبات التي يواجهها السكان في تأمين احتياجاتهم اليومية الأساسية.

تصف “أم عزيز البدوي”، وهي سيدة أربعينية نازحة من ريف حلب ومقيمة في أحد مخيمات بلدة أطمة شمال إدلب، وضع أهالي المخيم الذي تسكنه بـ”المأساوي”، إذ انقطع دعم المياه والخبز عنهم منذ ثلاثة أشهر، ما جعلهم عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الأساسية، تقول أم عزيز إنهم يواجهون صعوبة في تأمين ثمن مياه الصهريج، الذي يكلف حوالي 50 ليرة تركية لخمسة براميل فقط، وهي كمية لا تكفي عائلتها المكونة من ستة أفراد لأكثر من ثلاثة أيام. تضيف أن العائلة تحتاج شهرياً إلى نحو 500 ليرة تركية فقط لتأمين المياه، ناهيك عن المصاريف المنزلية الأخرى التي تزيد من العبء المادي عليها.

هذه المعاناة لا تقتصر على مخيم “أم عزيز” وحده، بل تشترك فيها مئات العوائل التي تقطن في المخيمات والتجمعات السكنية التي انقطع عنها دعم المياه من قبل المنظمات الإنسانية، ونتيجة لذلك، بات الحل الوحيد أمامهم هو شراء المياه من الصهاريج، مما يزيد من الأعباء المادية على الأسر المتضررة، التي تكافح لتأمين أساسيات الحياة اليومية.

كانت معظم المخيمات في الشمال السوري تعتمد على مياه الصهاريج التي توفرها المنظمات الإنسانية، والتي تتكفل أيضاً بمشاريع الصرف الصحي، إلا أن هذه المشاريع غالباً ما تكون محددة بفترة زمنية وتنتهي بانتهاء العقود الموقعة مع المنظمات، مما يعيد الأهالي إلى دائرة الأزمة الأساسية، وهي عدم توفر مياه نظيفة صالحة للشرب بشكل مستدام.

في تقرير لفريق “منسقو استجابة سوريا”، أشار إلى أن أكثر من 900 مخيم بين مخيم منظم وعشوائي قد انقطع عنه دعم مشاريع المياه والنظافة، وأكد التقرير على التأثير السلبي لذلك على حياة السكان، خصوصاً في ظل ارتفاع تكاليف شراء المياه، وسط مطالبات شعبية متزايدة بإعادة دعم قطاع المياه وخدمات الصرف الصحي في هذه المخيمات التي تعاني من ظروف معيشية قاسية.

تشكل أزمة انقطاع المياه في مخيمات شمال غرب سوريا خطراً مباشراً على حياة السكان وصحتهم، إذ تساهم في انتشار الأمراض وتزيد من معاناتهم اليومية، وفي ظل غياب الحلول الدائمة، يجد الأهالي أنفسهم مضطرين لتحمل المزيد من الأعباء المادية لتأمين احتياجاتهم الأساسية من المياه، هذا الواقع يفرض ضرورة التدخل العاجل من قبل المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لإعادة دعم مشاريع المياه والنظافة في تلك المخيمات والتخفيف من معاناة

مقالات ذات صلة