يشكو سكان مخيمي “الأمل” و”الصالحية” القريبين من قرية حزرة شمالي إدلب، من وجود مكب للنفايات يبعد عنهم حوالي 100 متر، مما تسبب في مشاكل صحية وبيئية عديدة.
“أبو أحمد”، رجل في الستينيات من عمره، أب لخمسة أولاد ونازح من ريف معرة النعمان إلى مخيم الأمل، إحدى المخيمات المتضررة بسبب مكب النفايات في شمالي إدلب.
حال “أبو أحمد” كحال عشرات المسنين القاطنين في المخيم، الذين يعانون من أمراض مزمنة في الصدر والجهاز التنفسي، يشكو المسن من التهابات مزمنة في صدره، إضافة إلى الربو الذي يجبره على استخدام دواء مخصص كلما تفاقم وضعه، بالإضافة إلى جلسات الأوكسجين في الحالات الحرجة.
مع وجود مكب النفايات القريب من المخيمات المتضررة، أصبحت معاناة مرضى الجهاز التنفسي مضاعفة، يقول “أبو أحمد”: “الروائح الكريهة عند تقليب القمامة والدخان المنبعث منها ليلاً ونهاراً يكاد يقطع الأوكسجين عني، مما اضطرني إلى عدة جلسات أوكسجين يومياً”.
يعتمد غالبية سكان المخيمات شمالي سوريا على المساعدات الإنسانية الإغاثية التي تقلصت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، يشير “أبو أحمد” إلى أن جميع سكان مخيم الأمل يعانون من ظروف اقتصادية سيئة، بالإضافة إلى أن وجود مكب النفايات بالقرب منهم يجبرهم على شراء الأدوية بشكل مستمر، لافتاً إلى أنه يحتاج شهرياً إلى حوالي 50 دولاراً لشراء أدويته.
ينتشر في المخيم عدد كبير من الذباب والحشرات المختلفة القادمة من مكب النفايات، والتي أثرت بشكل كبير على انتشار أمراض جلدية عديدة كالحساسية ومرض الليشمانيا.
“أم حسان”، 45 عاماً، أرملة وأم لثلاثة أطفال، تقيم في مخيم الأمل أيضاً. تقول إن أطفالها الثلاثة أصيبوا بمرض الليشمانيا نتيجة لدغات الحشرات الملوثة.
تعمل “أم حسان” على تعقيم خيمتها بشكل مستمر باستخدام مبيدات حشرية كيميائية، لكنها تشير إلى أن هذه المبيدات لا تجدي نفعاً، فالحشرات كثيرة جداً في المخيم ولا يمكن القضاء عليها بسهولة.
نظم قاطنو المخيمات العشوائية القريبة من المكب عدة وقفات احتجاجية، طالبوا فيها الجهات المعنية بضرورة نقل المكب إلى مكان آخر حفاظاً على سلامة السكان، لكنهم لم يتلقوا أي استجابة حتى الآن.