أفادت الأنباء الواردة من مناطق سيطرة النظام السوري أن الطيران الإسرائيلي شن غارات جوية على عدة مواقع في مدينة طرطوس الساحلية، منتصف الليلة الماضية، وسمع سكان المدينة صوت دوي انفجارات قوية في المنطقة، دون ورود تفاصيل مؤكدة عن الأهداف التي تم استهدافها.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام النظام أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لما وصفته بغارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في طرطوس، مشيرة إلى أنها أسقطت عدداً من الصواريخ، ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من مصدر عسكري لتوضيح تفاصيل الهجوم أو الأهداف المستهدفة.
في المقابل، تضاربت الأنباء حول المواقع التي تعرضت للهجوم، إذ تداولت تقارير محلية أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام اعترضت بعض الصواريخ وأسقطت ثلاث طائرات مسيرة، إحداها سقطت فوق منزل في قرية قريبة من طرطوس، ما تسبب بأضرار مادية دون وقوع إصابات بشرية.
في الوقت نفسه، سمع دوي انفجارات قوية في مدينة جبلة بريف اللاذقية، ووفقاً لمصادر محلية، فإن هذه الانفجارات كانت ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية السورية لأهداف معادية قبالة الساحل بين جبلة وطرطوس.
تأتي هذه الغارات في إطار سلسلة من الضربات الجوية التي تشنها إسرائيل على مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري والميليشيات اللبنانية والإيرانية داخل الأراضي السورية، وتزامنت الغارات الأخيرة مع هجمات جوية مكثفة على مواقع ميليشيا “حزب الله” في جنوب لبنان، ما يشير إلى تصاعد التوترات الإقليمية بين إسرائيل و وحزب الله وإيران.
تسعى إسرائيل من خلال هذه الضربات إلى تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، ومنع تعزيز وجود ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني في مناطق تعتبرها تل أبيب تهديداً مباشراً لأمنها، وتؤكد مصادر إسرائيلية أن هذه العمليات ستستمر في ظل تمركز الميليشيات اللبنانية والإيرانية بشكل متزايد في الأراضي السورية، وخاصة في المناطق الاستراتيجية على الساحل السوري.
إن استمرار الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية يعكس تعقيد الصراع الإقليمي، حيث تتشابك المصالح الدولية والمحلية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في سوريا، وبينما يبقى الوضع مفتوحاً على مزيد من التصعيد، يدفع المدنيون السوريون ثمن هذه الصراعات المتداخلة، وسط غياب الحلول الدبلوماسية الفعّالة.