إزالة البسطات في الحسكة وسط أزمة اقتصادية خانقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في خطوة أثارت موجة من الجدل والسخط الشعبي، أقدمت بلدية الشعب في مدينة الحسكة شرق سوريا على إزالة بسطات بيع الخضار والفواكه الواقعة بالقرب من دوار الصالحية.

وقوبل هذا الإجراء، الذي يأتي في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالمنطقة، بردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، مما سلط الضوء على التحديات المعيشية التي تواجهها العائلات السورية.

وقد أثار هذا القرار حفيظة شريحة واسعة من المواطنين، خاصة أولئك من ذوي الدخل المحدود، الذين اعتادوا على الاستفادة من أسعار هذه البسطات المنخفضة مقارنة بالمحلات التجارية.

وفي هذا السياق، عبّر العديد من الأهالي عن استيائهم من هذه الخطوة، معتبرين أنها تستهدف الفقراء وتحرمهم من مصدر رزق أساسي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وفي تعليقات ساخرة، انتقد بعض المواطنين هذا الإجراء قائلين: “على أساس أن الحسكة منطقة سياحية وهذه البسطات تخرب مناظر البلد!”، فيما ناشد آخرون السلطات المحلية بالتراجع عن هذا القرار، متسائلين: “ألا يخافون الله؟ البسطة للفقير”.

في المقابل، دافع مؤيدو القرار عن ضرورة تنظيم الشوارع والأرصفة، مشيرين إلى أن بعض هذه البسطات تعود لتجار وليس لأصحابها المباشرين، وأنها تعيق حركة المشاة وتسبب ازدحامات مرورية، وفق ادعاءاتهم.

واقترح بعضهم حلولاً بديلة مثل “إنشاء مكان خاص لأصحاب البسطات مؤجر بشكل رمزي”.

ويرى منتقدو القرار أنه يصب في مصلحة الأغنياء من أصحاب المحلات التجارية، متسائلين عن جدوى إزالة هذه البسطات التي تشكل مصدر رزق للعديد من العائلات.

وقد طالب بعضهم بإيجاد حلول وسطية، كإنشاء سوق خاص للبسطات في مكان محدد، بما يحافظ على مصالح الباعة ويراعي الجانب التنظيمي للمدينة.

وفي ظل هذا الجدل المحتدم، تبرز الحاجة الملحة إلى إيجاد توازن بين متطلبات التنظيم الحضري وضرورات توفير فرص العمل وتأمين احتياجات المواطنين الأساسية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة شرق سوريا.

ولا يقتصر التضييق على أصحاب البسطات في الحسكة فقط، بل يمتد إلى مناطق أخرى متفرقة، إذ قامت الجهات المعنية مؤخراً بإزالة بعض البسطات التي تبيع القهوة والشاي والدخان على أرصفة الشوارع الرئيسية، وذكر غاضبون أن هذه البسطات البسيطة كانت مصدر رزق لعديد من العائلات، حيث يعمل أصحابها بشكل علني لكسب قوت يومهم.

ولفت الأهالي إلى ارتفاع معدلات البطالة وصعوبة الحصول على فرص عمل بديلة، مشيرين إلى معاناة السكان من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وسط المخاوف من زيادة انتشار المخدرات، خاصة بين فئة الشباب.

مقالات ذات صلة