مواقد الكاز القاتلة تواصل تهديد حياة النساء في الحسكة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تشهد مدينة الحسكة في شرق سوريا تصاعداً مقلقاً في حوادث انفجار بوابير الكاز، مما يضيف بعداً جديداً لمعاناة السكان في ظل الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة.

وقد سلط الحادث الأخير الذي أودى بحياة شابة في العشرين من عمرها الضوء على هذه المشكلة الخطيرة التي باتت تهدد حياة المدنيين، لا سيما النساء.

ففي حادثة مأساوية هزت حي العزيزية في مدينة الحسكة، حسب وصف الأهالي، لقيت امرأة شابة، أم لثلاثة أطفال، حتفها نتيجة انفجار بابور كاز.

هذه الحادثة ليست معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من الحوادث المماثلة التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، مما دفع الأهالي إلى إطلاق وسم “#الحسكة_خطر_بوابير_الكاز” للفت الانتباه إلى خطورة الوضع.

ويعود سبب انتشار استخدام بوابير الكاز الخطرة في المنطقة إلى النقص الحاد في إمدادات الغاز والوقود النظيف، فكما يقول أحد السكان المحليين: “لأننا لا نملك نفطاً ولا غازاً، يتاجر البعض بأرواحنا”.

ويدفع هذا النقص بالعائلات إلى اللجوء إلى بدائل خطرة للحفاظ على حياتهم اليومية.

ومما يزيد الأمر سوءاً، ارتفاع أسعار الغاز بشكل كبير، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز إلى ما يزيد عن 100 ألف ليرة سورية، مما يجعلها خارج متناول العديد من الأسر.

هذا الارتفاع الحاد في الأسعار يدفع المزيد من الناس كذلك إلى استخدام البدائل الخطرة، حتى أن أحد السكان علق قائلاً: “لم يعد هناك فرق في التكلفة بين الغاز والبوابير، الأمر مؤسف للغاية”.

وتكمن خطورة بوابير الكاز في نوعية الوقود المستخدم، فبعض التجار يقومون بخلط البنزين مع المازوت بشكل غير آمن، مما يزيد من احتمالية الانفجارات والحرائق، وقد عبّر أحد السكان عن استيائه من هذه الممارسة الخطرة قائلاً: “لا يجوز استخدام البنزين في البوابير، فبعض التجار يخلطونه مع المازوت بطريقة خاطئة”.

ودفع تزايد حوادث انفجار البوابير الأهالي إلى المطالبة بتدخل عاجل من السلطات لتوفير مصادر طاقة آمنة وبديلة بأسعار معقولة، حيث ناشد أحد المتضررين قائلاً: “هذه الحوادث تتكرر بشكل مستمر، أين ضمير المسؤولين؟ يجب توفير الغاز والكاز النظيفين للسكان”.

وفي ظل استمرار هذه الأزمة، يبدو أن المدنيين، وخاصة النساء اللواتي يقضين وقتاً أطول في المنزل، هم الأكثر عرضة لخطر هذه الحوادث، حيث وصف بعض السكان الوضع بأنه “قتل متعمد” للمدنيين، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة المتفاقمة.

وتسلط هذه الحوادث المأساوية الضوء على الحاجة الملحة لتدخل فوري من قبل السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية لتوفير مصادر طاقة آمنة وبأسعار معقولة لسكان الحسكة.

كما تبرز ضرورة تكثيف حملات التوعية حول مخاطر استخدام البدائل غير الآمنة، وتشديد الرقابة على جودة الوقود المتداول في الأسواق المحلية، ويؤكد سكان المنطقة أن حماية أرواح المدنيين يجب أن تكون على رأس الأولويات في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، حسب تعبيرهم.

مقالات ذات صلة