اللاجئون السوريون في لبنان.. العودة محفوفة بمخاطر الاعتقال

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تعيش العائلات السورية اللاجئة في لبنان أوضاعاً معقدة ومليئة بالتحديات، خصوصاً مع تصاعد التوترات الأمنية مؤخراً والضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تحيط بهم، إذ يواجه اللاجئون السوريون في لبنان واقعاً مريراً يعكس غياب حلول جذرية لأزمتهم المستمرة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة في كلا البلدين.

تصطدم عائلات سورية عائدة إلى سوريا، هرباً من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان منذ عدة أيام، بتعقيدات إضافية عند الحدود السورية، حيث يُطلب من كل مواطن سوري تجاوز عمره 18 عاماً تصريف مبلغ 100 دولار كشرط لدخول البلاد، بغض النظر عن الظروف التي يمر بها، هذا الإجراء يزيد من معاناتهم، خصوصاً في ظل الحرب والضغوط الاقتصادية. في المقابل، يُسمح للبنانيين بالدخول إلى سوريا بدون الحاجة إلى جواز سفر أو حتى هوية، حيث يتم الاكتفاء بورقة تعريف من مختار في لبنان، مما يثير تساؤلات حول التمييز في التعامل بين الوافدين من الجنسيتين.

وأفادت مصادر محلية أنه بسبب المخاوف الأمنية المتعلقة بوضع الشباب السوريين، خاصة أولئك المطلوبين للخدمة العسكرية أو الاحتياط، وجدت العديد من العائلات السورية نفسها مجبرة على الانقسام، النساء والأطفال قرروا العودة إلى سوريا، بينما فضل عدد من الشباب والرجال البقاء في لبنان خوفاً من الاعتقال أو التعرض للمساءلة الأمنية في حال عودتهم إلى وطنهم، هذا الانفصال القسري يعكس حجم المخاطر التي يواجهها اللاجئون، حيث لا توجد خيارات آمنة تضمن لهم الاستقرار.

وذكرت أن عدداً من العوائل السورية استسلمت للأمر الواقع، واتخذت قرار العودة إلى سوريا رغم عدم امتلاكهم الأوراق الثبوتية اللازمة أو كونهم مطلوبين للخدمة العسكرية، هؤلاء العائدون يعرفون جيداً أنهم يغامرون بمصيرهم، حيث لا توجد ضمانات حقيقية بعدم تعرضهم للاعتقال أو المضايقة، ومع ذلك، فضّلوا هذه الخطوة بسبب غياب الحلول الأخرى المتاحة.

في حين أعلنت الحكومة السورية، من خلال وزير الصحة، عن تجهيز مراكز استقبال ومرافق طبية على المعابر الحدودية لتقديم الرعاية الصحية للبنانيين الوافدين بسبب الأوضاع الأمنية، لم يتم الإشارة إلى أي جهود مماثلة لتأمين الرعاية للاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم، هذا التباين في التعامل يعكس حالة الإهمال والتجاهل التي يعاني منها اللاجئون السوريون، حتى في اللحظات الحرجة التي تتطلب دعماً ورعاية إنسانية.

مؤخراً، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 36 لاجئاً سورياً، بينهم 11 طفلاً وست نساء، جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان، هذه الأرقام تسلط الضوء على المخاطر الكبيرة التي يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان، حيث يتعرضون للعنف والتوترات الأمنية بشكل مستمر، مع غياب أي حلول واضحة أو توجيهات رسمية تضمن حقوقهم وسلامتهم، يبقى مصير هؤلاء اللاجئين مجهولاً، بين الاستسلام للواقع القاسي في لبنان أو المخاطرة بالعودة إلى وطنهم، حيث قد يواجهون الاعتقال أو المضايقة.

مقالات ذات صلة