في خطوة هامة نحو إعادة دمج العائدات من مخيم الهول في المجتمع، أطلقت منظمة “داري” دورة تدريب مهني جديدة في مدينة الرقة شرق سوريا.
وتستهدف هذه المبادرة النوعية مجموعة من السيدات اللواتي عدن مؤخراً من مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة، بحسب القائمين على المبادرة.
وتأتي هذه الدورة كجزء من مشروع “دمج العائدات 2″، والذي يهدف إلى تقديم الدعم المتخصص لهذه الفئة من النساء.
كما يشمل البرنامج التدريبي مجالات متنوعة مثل الخياطة وتصفيف الشعر وصناعة المعجنات، وسيستمر حتى نهاية العام الجاري.
وجاءت هذه المبادرة نتيجة جهود لجنة مكونة من 12 سيدة، نصفهن من العائدات من مخيم الهول، وقد تلقت هذه اللجنة تدريبات مكثفة هدفت إلى تعزيز التواصل مع المجتمع وتطوير مبادرات فعالة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
وفي سياق متصل، تحدث القائمون على هذه المبادرة عن خطط المنظمة لتقديم معدات للمستفيدات بعد انتهاء الدورة التدريبية، وذلك بهدف مساعدتهن على إطلاق مشاريعهن الخاصة، مما يسهم في تحقيق الاستقلال الاقتصادي لهن ودمجهن بشكل أكثر فعالية في المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة تأتي استكمالاً لجهود سابقة، حيث استفادت 30 سيدة من تدريبات في مجالات التوجيه المهني وإدارة الأعمال والتربية والوالدية ضمن مشروع “دمج العائدات 1” الذي نفذته منظمة داري في الرقة خلال الأشهر الماضية.
وحول ذلك قالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة، مايا عصملي لمنصة SY24: “تعكس هذه المبادرات الجهود المتواصلة لإعادة تأهيل ودمج العائدات من مخيم الهول في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لمدينة الرقة، وتمثل خطوة هامة نحو بناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للمنطقة”.
ودَعت عصملي جميع المنظمات العاملة في المجتمع شرق سوريا، إلى التكثيف من الأنشطة والتدريبات التي تدعم فئة النساء العائدات من مخيم الهول مع أطفالهن، وتوفير كل الإمكانات اللازمة لدعمهن اقتصادياً ومعيشياً، وفق تعبيرها.
ولفتت عصملي إلى أن من أهم نتائج هذه الدورات وهذا الدعم للعائدات من مخيم الهول، هو تقبل المجتمع المحلي لهن، إضافة إلى كسر الصورة النمطية عن المرأة التي كانت تقطن في مخيم الهول، ما يؤكد حالة الاندماج الفعلي لهن بين أبناء مدنهم وقراهم وبلداتهم شرق سوريا.
وقبل أيام، بدأ مركز الرعاية الاجتماعية التابع لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في مدينة الرقة، المرحلة الثالثة من برنامج تقييم النساء العائدات من مخيم الهول.
ويمثل هذا البرنامج نموذجاً واعداً للتعامل مع قضايا إعادة الإدماج في مناطق ما بعد الصراع، حيث يجمع بين الدعم المحلي والتعاون الدولي لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
