أصدرت منظمة سامة للتنمية دراسة موسعة تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء الخارجات من مخيم الهول في ريف الحسكة شرق سوريا، مع التركيز على ضرورة تكثيف الجهود لدعم اندماجهن في المجتمعات المحلية وتمكينهن اقتصادياً.
ووفقاً للدراسة، فإنه رغم تسهيل الإدارة الذاتية لعمل منظمات المجتمع المدني التي تستهدف هؤلاء النساء، إلا أن هناك حاجة لمزيد من التعاون، خاصة في مراحل الدراسة والتخطيط للمشاريع.
وقد دَعت المنظمة المانحين إلى التركيز على مشاريع التمكين الاقتصادي المستدامة، مشددة على أهمية توسيع النطاق الجغرافي لهذه المبادرات لتشمل مدناً وبلدات جديدة تقطنها نساء لم يستفدن سابقاً من مشاريع المنظمات.
ولفتت الدراسة إلى أنه من أبرز العقبات التي تواجه هؤلاء النساء، فقدان الوثائق الشخصية، مما يحرمهن من الاستفادة من المساعدات والخدمات العامة الأساسية، فبدون هذه الوثائق، لا يمكن تسجيلهن في قوائم المستفيدين من المساعدات الحكومية أو مشاريع المنظمات غير الحكومية.
ولجأ البعض إلى محامين لاستصدار الوثائق اللازمة، لكن مشكلة الأطفال من آباء غير سوريين لا تزال بلا حل، مما يحرمهم من حقوقهم القانونية والمعنوية، ويعيق التحاقهم بالمدارس، حسب الدراسة.
وتشير الدراسة إلى أن غالبية “نساء الهول” يفتقرن إلى المهارات والخبرات المهنية اللازمة للعثور على فرص عمل مجزية، وفي ظل بيئة اقتصادية محلية متأثرة بالحرب والأزمات، تندر الفرص وتقل الأجور، مما يضع هؤلاء النساء في حالة فقر مدقع، وبالتالي تخفف من حدة هذا الوضع جزئياً المساعدات العينية والمالية المقدمة من منظمات المجتمع المدني والأقارب والجيران و”الكومينات”.
وتؤكد الدراسة أن التوجه نحو التمكين الاقتصادي يبدو الحل الأمثل في هذه المرحلة، فقد حققت بعض المشاريع الصغيرة، مثل تربية الأبقار وصناعة الألبان والأجبان والخياطة، نجاحات ملحوظة مكنت المستفيدات من الاعتماد على أنفسهن.
ومع ذلك، فإن بعض هذه المشاريع توقفت بعد فترة قصيرة من إطلاقها، إما بسبب نقص التمويل أو عزوف بعض النساء عن المشاركة.
ودَعت الدراسة كذلك إلى تضافر الجهود بين الإدارة الذاتية والمنظمات غير الحكومية والمانحين لتوفير حلول مستدامة تساعد في تمكين النساء الخارجات من مخيم الهول اقتصادياً واجتماعياً، مع التركيز على معالجة العقبات القانونية والعملية التي تعترض سبيل اندماجهن في المجتمع.
من جهته، أكد الناشط عبد المنعم المنبجاوي ابن المنطقة الشرقية في حديثه لمنصة SY24، على أهمية ما جاء في الدراسة وبخاصة الدعوة إلى التركيز على مشاريع التمكين الاقتصادي المستدامة للعائدات من مخيم الهول، ما يسهل على العائدات من المخيم عملية الاندماج في المجتمع اقتصادياً ومعيشياً، وفق رأيه.
ورأى أن نتائج المبادرات الهادفة إلى دعم العائدات من الهول إيجابية رغم كل التحديات، ويجب على المنظمات الدولية والمحلية تكثيف دعمها وتذليل أي عقبات في وجه عملية إعادة دمج هذه الفئة في المجتمع شرق سوريا.
واعتبر أن أعداد المستفيدات من دعم المنظمات في ازدياد وهذا مؤشر جيد، ولكن الأهم كما ورد في الدراسة أيضا هو تأمين الأوراق الثبوتية للعائدات من المخيم مع أطفالهن.
يشار إلى أن منصة SY24 بدأت، مؤخراً، بتسليط الضوء على أوضاع العائدات من مخيم الهول، من خلال نشر التقارير والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “العائدات إلى الحياة”.