النظام يستغل السوريين الفارين من لبنان برسوم دخول باهظة 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

شهدت نقطة جديدة يابوس الحدودية بين سوريا ولبنان أزمة إنسانية متفاقمة مع استمرار النظام السوري في فرض رسوم دخول قدرها 100 دولار على المواطنين السوريين العائدين من لبنان هرباً من القصف الإسرائيلي.  

وأكدت مصادر متطابقة من داخل لبنان وضمن عائلات سورية عالقة على الحدود، صحة الأنباء المتداولة حول فرض رسوم دخول باهظة على العائدين السوريين.  

ولفتوا إلى أن هذه الرسوم تحول دون عودة الكثيرين إلى بلادهم، وتترك أسرًا بأكملها في وضع مأساوي، عاجزة عن تأمين المبلغ المطلوب، كما أن السلطات اللبنانية ترفض إعادة دخول العائدين، مما يزيد من معاناة هؤلاء الأشخاص، وفق تأكيداتهم. 

وأدى هذا الإجراء إلى تعليق العديد من السوريين على الحدود، غير قادرين على العودة إلى وطنهم، بحسب شهادات عدد منهم. 

ووفقًا لشهادات المواطنين العالقين، تواجه أسر كاملة صعوبات في تأمين المبلغ المطلوب، مما يضعهم في موقف إنساني حرج.  

ويأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة الحدودية حركة نزوح كثيفة من لبنان باتجاه سوريا نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة في لبنان، وفق الأخبار الآتية من هناك. 

والمفارقة التي أثارت استياء العديد من السوريين هي السماح لمواطنين من جنسيات أخرى بالدخول إلى سوريا دون فرض أي شروط مماثلة عليهم، ما أثار موجة من الانتقادات والاستنكار بين المواطنين السوريين الذين يشعرون بالإحباط من صعوبة العودة إلى وطنهم. 

وقد عبّر العديد من المواطنين عن غضبهم من هذه السياسة، معتبرين إياها “مهزلة” وشكلاً من أشكال “الابتزاز” من قبل النظام وحكومته. 

وأشار البعض إلى أن سعر الـ 100 دولار في السوق السوداء يصل إلى حوالي 1,500,000 ليرة سورية، مما يشكل عبئًا إضافيًا على الكثيرين. 

كما انتقد آخرون فرض “ضريبة” على الناس الهاربين من الحرب، متسائلين كيف يمكن للمواطنين العودة أو حب بلدهم في ظل هذه الظروف.  

ودعا البعض إلى إلغاء هذه القيود، معتبرين أنها تزيد من معاناة النازحين الذين عانوا بالفعل من ويلات الحرب والنزوح. 

وفي السياق، أعرب كثيرون عن مخاوفهم من ارتفاع أسعار إيجارات المنازل في دمشق (المرتفعة أصلاً) لمستويات تفوق قدرتهم على دفعها، وذلك بسبب وصول لبنانيين فارين من التصعيد العسكري الإسرائيلي على جنوب لبنان، وفق كلامهم. 

واعتبروا أنه “لا يمكننا تجاهل معاناة اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف صعبة، فمقارنة وضعهم بوضع القادمين من أوروبا (على اعتبار أن بإمكانهم دفع الـ 100 دولار بكل سهولة) أمر غير منطقي، بل يجب أن نعمل على تسهيل عودة السوريين إلى بلادهم دون فرض رسوم باهظة، وأن نضمن معاملتهم كبشر وكأبناء لهذا الوطن، كما يجب أن نضغط على الدول التي تستضيف اللاجئين لتقديم المزيد من الدعم”. 

وأجمع كثيرون على أن المبلغ المطلوب (الـ 100 دولار للدخول) ليس سوى ذريعة لسرقة المواطنين، فالنظام يفرض سعر صرف مركزي وهمي، ثم يقوم بتصريف الدولارات بسعر السوق السوداء، محققًا أرباحًا طائلة على حساب معاناة النازحين العائدين، مؤكدين على أنه لا يوجد أي مؤشر على أنه سيتم إلغاء هذه الممارسة الظالمة، بحسب وصفهم.

مقالات ذات صلة