تفيد الأنباء الواردة من شمال سوريا بتعمد النظام السوري وميليشياته قصف المدارس والمنشآت التعليمية، ما يسبب حالة من الرعب والهلع بين الطلاب وحالة من القلق بين ذويهم.
وفي المستجدات، استهدفت قوات النظام بطائرة مسيّرة (درون) مذخّرة سيارة مدنيّة ومنزلاً سكنياً بالقرب من مدرستين في بلدة كفرنوران غربي حلب.
وأثار هذا الهجوم، الذي وقع بالقرب من المدارس، حالة من الهلع والخوف بين الطلاب، مغتالاً فرحتهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة ومحلاً مكانها الحزن والخوف والذعر، حسب فريق الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”.
وأكد الدفاع المدني على أن هذه الجرائم يزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون بعد أكثر من 13 عاماً من الانتهاكات بحقهم، فهذه الهجمات لا تهدد حياة المدنيين فحسب، بل تدفعهم أيضاً إلى النزوح وتمنعهم من العيش في الكثير من المناطق في أرياف إدلب وحلب وسهل الغاب.
كما تعيق هذه الانتهاكات ممارستهم لأنشطتهم الزراعية والصناعية والتجارية، وتحد من تنقلاتهم ووصولهم للخدمات الأساسية والطبية والتعليمية، مما يفتح صفحات جديدة من مأساة السوريين.
وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي عبد الكريم العمر القاطن في منطقة إدلب لمنصة SY24: “قيام النظام السوري بالقصف على المناطق المتاخمة لمناطق سيطرته واستهداف المدارس والمناطق المأهولة بالمدنيين مع ساعات الصباح الأولى وفي منتصف اليوم، يؤدي إلى حالة من الهلع ليس فقط لدى الطلاب بل أيضا لدى أهالي الطلاب الذين يعيشون لحظات الخوف والقلق حتى عودة أبنائهم إلى منازلهم”.
وأضاف: “ما يزيد الخوف والرعب لدى الناس عموماً هو الطيران الانتحاري الذي بدأ منذ أشهر طويلة وحتى اليوم، والذي يستهدف التجمعات السكنية والآليات والمراكز الحيوية”.
وبين فترة وأخرى يؤكد الدفاع المدني على أن النظام السوري وروسيا يستهدفان بشكل ممنهج المدارس والمرافق التعليمية في سوريا، موضحا أن هذا الاستهداف يمثل جانبًا من حرب النظام وروسيا ضد السوريين، ما يؤثر على حاضرهم ومستقبلهم.
وأشار إلى أن النظام السوري وروسيا قد دأبا على استهداف المرافق العامة والمؤسسات الخدمية، بما فيها المؤسسات التعليمية والمدارس، على مدى 13 عامًا دون الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية.
وحذر الدفاع المدني من الآثار الخطيرة لهذه الهجمات، مشيرة إلى أنها لا تقتصر على الخسائر في الأرواح والإصابات الجسدية، بل تمتد لتشمل تداعيات نفسية خطيرة وطويلة الأمد على الطلاب والمعلمين لافتا إلى أن هذه الهجمات إلى زيادة كبيرة في معدلات التسرب المدرسي وحرمان الطلاب من حقهم في التعليم.
وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يبقى المدنيون، وخاصة الأطفال، هم الضحية الأكبر لهذا الصراع المستمر. فبدلاً من أن يستقبلوا العام الدراسي الجديد بفرح وحماس، يجدون أنفسهم محاطين بالخوف والقلق، مع استمرار تهديد حياتهم وتعليمهم بشكل يومي، في حين تبقى الحاجة ملحة إلى تدخل دولي فعال لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين في شمال سوريا، بحسب “الخوذ البيضاء”.
يذكر أنه يذكر أنه في صباح 8 أيلول/سبتمبر الجاري، انطلقت أول أيام الدوام للعام الدراسي الجديد 2024-2025 في مدارس شمال غرب سوريا.