شهدت مناطق في إدلب وحلب، أمس، ظاهرة غريبة تمثلت بتساقط خيوط قطنية بيضاء طويلة ومتجمعة على أطراف الطرقات وفي الأراضي الزراعية، مما أثار حالة من القلق بين الأهالي، وسط انتشار تحذيرات بضرورة تجنب الاقتراب من هذه المواد بسبب خطورتها المحتملة، أثار هذا المشهد تساؤلات واسعة حول طبيعة هذه الخيوط ومدى تأثيرها على البيئة وصحة الإنسان.
وفي حديث خاص لـSY24، أوضح المهندس وخبير المناخ والبيئة “أنس رحمون”، أن هذه الظاهرة ليست جديدة، حيث ظهرت في العام الماضي في مناطق مختلفة من العالم في نفس الوقت تقريباً.
وأضاف “رحمون”، أن هذه الخيوط قد تكون ناتجة عن نشاط بيولوجي لنوع من أنواع العناكب التي تتواجد في المنطقة، حيث تقوم العناكب الأمهات بإنتاج مئات الآلاف من العناكب الصغيرة التي تولّد هذه الخيوط القطنية على شكل مظلات تحملها الرياح إلى مناطق بعيدة. هذا التفسير، وفقاً للخبراء، يُعد الأقرب للواقع بالنظر إلى مواصفات الظاهرة.
ورغم هذا التفسير العلمي، ظهرت آراء مختلفة حول سبب هذه الظاهرة، حيث ذهب بعضهم إلى القول بأنها قد تكون ناتجة عن تفاعل الكيروسين في الجو مع الرطوبة، مما أدى إلى تشكل هذه الخيوط الغريبة، هذا التباين في الآراء أدى إلى تصاعد حالة القلق بين سكان المنطقة.
من جهة أخرى، تداول الأهالي تسجيلات صوتية تحذر من لمس هذه الخيوط، خاصة مع انتشار شائعات عن حالات وفاة مرتبطة بهذه الظاهرة، إلا أن تلك المعلومات لم تؤكد صحتها من قبل الجهات الرسمية.
وفي تعليقه على هذه المخاوف، شدد رحمون على ضرورة الحذر من مثل هذه الظواهر الغريبة، مشيراً إلى أننا نعيش في زمن تتنوع فيه أشكال الحروب، بما في ذلك الحروب البيولوجية، ورغم أن احتمالية ارتباط هذه الظاهرة بالحرب البيولوجية تبدو ضئيلة جداً من وجهة نظره، إلا أنه دعا إلى تجنب لمس هذه الخيوط بشكل مباشر، خوفاً من احتمال أن تكون أجساماً غريبة قد تؤثر على صحة الإنسان.
وسط غياب تأكيدات رسمية حول خطورة هذه الخيوط القطنية، تظل المخاوف قائمة بين سكان إدلب وحلب، وبينما يبقى التفسير العلمي هو الأكثر منطقية، فإن انتشار الشائعات حول هذه الظاهرة يعكس حجم الهواجس التي يعيشها الأهالي في ظل الأوضاع غير المستقرة في المنطقة، يظل التعامل بحذر وتجنب المخاطر المحتملة الخيار الأمثل، في انتظار المزيد من التحقيقات حول طبيعة هذه الظاهرة.