زراعة القطن في إدلب.. عودة بعد انقطاع وخسائر كبيرة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

غامر الفلاح “أبو أحمد” بزراعة القطن من جديد بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات، بتشجيع من مديرية الزراعة في إدلب، ليواجه خسائر كبيرة وغير متوقعة من حيث قلة الإنتاج وضعف الجودة.

قبل الحرب في سوريا، كان موسم القطن من أهم المحاصيل الزراعية في ريف إدلب، وكان المزارعون يعتمدون بشكل كبير على زراعته بسبب إنتاجه الوفير، إلا أن غالبيتهم توقفوا عن زراعته نتيجة الحرب التي أدت إلى انقطاع زراعة هذا المحصول بشكل نهائي.

“أبو أحمد”، رجل في الستينيات من عمره وأب لسبعة أولاد، يقيم في مدينة بنش شرقي إدلب، قام هذا العام بزراعة ما يقارب 20 دونماً من القطن بتشجيع من مديرية الزراعة التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب.

قدمت مديرية الزراعة والري في إدلب عدة مشاريع جديدة، أبرزها إعادة زراعة القطن في أراضي الشمال السوري بعد انقطاع طويل دام أكثر من 13 عاماً، اجتمعت المديرية مع عدد من المزارعين في مدينة حزانو لطرح هذا المشروع عليهم، وتقديم تسهيلات عدة على أمل نجاحه.

قامت مديرية الزراعة باستيراد كميات كبيرة من بذور القطن التركية، وإعطائها للمزارعين على أن يتم تسديد ثمنها بعد حصاد الموسم، تشجيعاً منها على إعادة زراعة القطن في ريف إدلب.

يقول “أبو أحمد” إن البذور المستوردة كانت بجودة ضعيفة مقارنة بالبذور المحلية السورية، وهو ما تسبب بخسائر فادحة للمحاصيل الزراعية.

حصد “أبو أحمد” موسمه في الفترة الماضية، ليتفاجأ بقلة الإنتاج وضعف الجودة، يقول: إن “الإنتاج قليل جداً، إذ وصل إنتاج الدونم الواحد إلى 150 كيلوغراماً، في حين كان من المفترض أن يصل إلى نصف طن في الدونم الواحد”.

يحتاج القطن إلى عناية دقيقة، وتعد التربة الخصبة والمياه الوفيرة من أهم العوامل الضرورية لنجاح زراعته، يقول “أبو أحمد” إنه اختار أرضاً خصبة، وحرث الأرض عدة مرات قبل الزراعة، كما زود شجيرات القطن بالماء كل يوم تقريباً، ورشها بالمبيدات الحشرية.

الأسباب الرئيسية لانقطاع زراعة القطن في الشمال السوري تشمل الحرب الدائرة في سوريا، التي أدت إلى ارتفاع أسعار المبيدات الحشرية، وتوقف أغلب محطات الري، واستمرار قصف النظام السوري وحلفائه للأراضي الزراعية، إلى جانب غياب البذور السورية المهجنة المتناسبة مع الأراضي السورية وطقسها.

مقالات ذات صلة