في ظل الأحداث الأخيرة في لبنان، شهدت المناطق الشرقية من سوريا، وخاصة مدينة الرقة، تدفقاً كبيراً للنازحين السوريين العائدين من لبنان، في حين أطلقت عدة جهات مبادرات إنسانية لمساعدة هؤلاء العائدين وتسهيل عودتهم إلى ديارهم.
بدأت المبادرات بحملة لنقل العالقين في لبنان مجاناً إلى الرقة، حيث تم الإعلان عن رحلة مجانية لنقل 50 شخصاً من منطقة المرج في لبنان إلى الرقة، مقررة يوم الجمعة المقبل، وفق عدد من أهالي المنطقة.
وقد أطلق على هذه المبادرة اسم “المقطوعين بدنا نجمعكم”، حيث تعهد المنظمون بتغطية تكاليف السفر والمصاريف الأخرى خدمة للعائلات المنكوبة.
وفي سياق متصل، حذرت الجهات المعنية من استغلال الأهالي السوريين الخارجين من لبنان عبر رفع أسعار النقل، مؤكدة على ضرورة التعاون والتكافل في هذه الظروف الصعبة.
وعلى صعيد الاستقبال، قامت هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الرقة بفتح أبواب مركز الرعاية الاجتماعية لاستقبال العائلات القادمة من لبنان.
وقد تم تسجيل ما يقارب 100 عائلة وتقديم الخدمات اللازمة لهم، مع توقعات بازدياد العدد، كما تم تأمين مساكن في مخيم العدنانية للعائلات التي لا تملك مسكناً.
وفي إحصائية أولية، بلغ عدد العائلات التي دخلت عن طريق معبر الطبقة 2690 عائلة، بينما وصل عدد العائلات عبر معبر التايهة إلى 1785 عائلة حتى يوم أمس الثلاثاء، كما سُجل دخول 9 عائلات تحمل الجنسية اللبنانية، ليصل العدد الإجمالي للأفراد العائدين إلى 7703 شخص.
واستجابةً لهذا التدفق، بدأت الإدارة الذاتية شرق سوريا بتجهيز الأماكن والمخيمات لاستقبال المزيد من العائدين، خاصة من أهالي شرق الفرات، مع توقعات بارتفاع الأعداد في حال تصاعدت حدة المواجهات في لبنان.
تجدر الإشارة إلى النداءات المستمرة لمساعدة العالقين في منطقة المرج اللبنانية، حيث دعا ناشطون أصحاب شركات النقل والمتطوعين للمبادرة بإرسال الحافلات والسيارات، سواء بأجرة أو تبرعاً، لنقل المزيد من العائدين إلى الرقة.
وتعكس هذه الجهود المتضافرة روح التضامن والتكافل في مواجهة الأزمات الإنسانية، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لدعم النازحين العائدين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم في ظل الظروف الراهنة، حسب أبناء المنطقة.
ومنذ أكثر من أسبوع، بدأ التصعيد الإسرائيلي على جنوب لبنان ومناطق أخرى متفرقة في لبنان، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة من السوريين واللبنانيين إلى الداخل السوري.
يشار إلى أن النظام السوري أصدر قرارا بتعليق فرض رسم الـ 100 دولار كضريبة دخول على السوريين الفارين من الحرب في لبنان إلى الداخل السوري، وذلك لمدة أسبوع واحد فقط، الأمر الذي أثار سخط سوريين داخل سوريا وخارجها وحتى من المؤيدين للنظام.