تشكل الحرائق الحراجية واحدة من أكثر التحديات البيئية والمناخية خطورة، حيث تترك آثارًا طويلة الأمد على النظام البيئي والمناخي وكذلك على الإنسان.
تعتبر هذه الحرائق، التي تنتشر في الغابات والأحراش، من الأسباب الرئيسية لتدهور التنوع البيولوجي وزيادة انبعاثات الكربون، مما يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي وتغير المناخ.
في يوم الخميس 3 تشرين الأول، اندلع حريق كبير في جبل هوار الواقع في ناحية بلبل شمالي حلب، وواجهت فرق الدفاع المدني السوري صعوبات كبيرة في إخماد الحريق بسبب التضاريس الوعرة التي حالت دون وصول سيارات الإطفاء إلى الموقع، إضافة إلى جانب سرعة الرياح، جعلت السيطرة على النيران أكثر تعقيدًا، واستخدمت الفرق طرق العزل اليدوية لإطفاء الحريق، واستمر عملها قرابة ست ساعات.
هذه الحادثة ليست الوحيدة، حيث شهدت منطقة شمال غربي سوريا اندلاع أربعة حرائق أخرى في مطلع تشرين الأول، ثلاثة منها كانت في أحراش زراعية بقرى الحسينية وسهلاب في ريف إدلب، وقرية تل غازي في ريف عفرين، كما اندلع حريق في منزل سكني ببلدة الغفر الشمالي نتيجة تماس كهربائي.
وتشير التقارير إلى تأثير الحرائق الحراجية بشكل مباشر على المناخ من خلال زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، تؤدي هذه الغازات إلى ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يزيد من احتمالية اندلاع حرائق أخرى في المستقبل.
كما تتسبب الحرائق في تدمير الغطاء النباتي الذي يلعب دورًا مهمًا في امتصاص الكربون، مما يفاقم التغيرات المناخية.
من ناحية أخرى، تؤثر الحرائق على التنوع البيولوجي، حيث تتسبب في تدمير موائل الحيوانات والنباتات، ما يؤدي إلى انخفاض أعداد الأنواع الحية وتراجع التنوع البيئي.
كذلك، تتعرض المجتمعات المحلية لخسائر كبيرة، ليس فقط من الناحية الاقتصادية نتيجة فقدان الأراضي الزراعية والأشجار، ولكن أيضًا من الناحية الصحية، حيث يتسبب الدخان المتصاعد في تلوث الهواء وزيادة الأمراض التنفسية.
وتعد الحرائق الحراجية تهديدًا حقيقيًا للمناخ والبيئة والإنسان على حد سواء، ومع تزايد وتيرة هذه الحرائق في سوريا نتيجة العوامل الطبيعية والبشرية، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير وقائية أكثر فعالية للحد من اندلاعها، والعمل على تعزيز الوعي البيئي في المجتمعات المحلية المتضررة.
