صعوبات العائدين من لبنان إلى الشمال السوري: قصة أم خالد نموذجاً:
بعد معاناة استمرت أكثر من أسبوع. وصلت “أم خالد” إلى الشمال السوري، هاربةً مع أولادها من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان. مجددةً مأساة لجوئها قبل عشر سنوات.لتروي ام خالد قصة صعوبات العائدين من لبنان إلى الشمال السوري.
تجددت معاناة السوريين اللاجئين في لبنان خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية على البلاد، التي تسببت في نزوح آلاف اللبنانيين والسوريين إلى مدن متعددة في سوريا.
“أم خالد”، سيدة في الأربعينيات من عمرها، أم لأربعة أولاد، من أهالي جبل الزاوية ولاجئة في لبنان منذ عدة سنوات، تقول: “هربتُ من الحرب في سوريا بداية عام 2014، باحثةً عن مكان آمن وحياة كريمة لأطفالي بعيدة عن القصف والموت”.
تأثير التوترات الأمنية اللبنانية على أوضاع اللاجئين السوريين:
تنقلت عائلة “أم خالد” بين مدن كثيرة في لبنان، واستقرت في الفترة الأخيرة بمدينة صيدا جنوب البلاد، تقول: “بدأت الغارات الجوية الإسرائيلية على المنطقة في 24 من أيلول الماضي، وشملت مناطق متفرقة في المدينة، وهذا ما أجبرنا على الهروب منها”.
في منتصف الليل، وإثر غارة جوية إسرائيلية، خرجت “أم خالد” من بيتها تحمل في يديها حقيبة أوراق ثبوتية لعائلتها وبعض الأمتعة، تقول: “خرجنا من المنزل ولا نعرف إلى أين نمضي”.
الحواجز الأمنية وتكاليف الانتقال: العائدون السوريون في مواجهة جديدة:
عبرت “أم خالد” الحدود السورية قاصدةً محافظة إدلب في رحلة العودة من لبنان الى الشمال، لتبدأ معاناة جديدة من الرعب والخوف خلال مرورها على حواجز قوات النظام السوري، تقول: “لا يمكن لسيارة قادمة من الحدود اللبنانية أن تمر على أي حاجز لقوات النظام دون دفع الإتاوات، أقل مبلغ يدفع هو 200 ألف ليرة سورية، والمبلغ ذاته يدفعه الشاب المطلوب للخدمة العسكرية أو الاحتياط”.
احتجاز العائدين في معبر الدادات: تجربة صعبة لمئات العائلات:
دفعت “أم خالد” ما يقارب 3 ملايين ليرة سورية حتى وصلت معبر الدادات الفاصل بين مناطق النظام والشمال السوري في رحلة العودة من لبنان إلى الشمال السوري.
تشير السيدة إلى أنها عبرت الأراضي السورية “وأرواحهم على كفهم” حسب وصفها، وذلك بسبب المعاناة القاسية التي تعرضت لها أثناء مرورها على حواجز النظام والمشي الطويل في مناطق جبلية خطيرة جداً.
لم تنتهِ معاناة “أم خالد” عند معبر الدادات، فلقد احتجزتهم هيئة تحرير الشام لعدة ساعات حتى انتهت الدراسة الأمنية عنها، تقول: “بعد الدراسة، خرجت بكفالة أحد إخوتي المقيمين في المنطقة منذ سنوات طويلة”.
عادت “أم خالد” إلى وطنها، تاركةً زوجها يصارع الحياة بمفرده في لبنان، خوفاً من الاعتقال أثناء مروره من مناطق النظام، حال عائلة “أم خالد” كحال مئات العائلات السورية التي أُجبرت على مواجهة معاناة وتحديات جديدة بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها البلدين.