في خطوة لدفع عجلة التعليم إلى الأمام في الشمال السوري، أطلقت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية مشروعاً رائداً لمعالجة صعوبات التعلم، ويعد البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، بهدف تحسين البيئة التعليمية والتصدي لظاهرة التسرب المدرسي.
يعاني قطاع التعليم في مدن وبلدات شمال غربي سوريا من تحديات كبيرة، أبرزها ضعف الإمكانيات والبنية التحتية، مما يزيد من نسب التسرب المدرسي بين الطلاب.
مشروع معالجة صعوبات التعلم الذي تنفذه جمعية عطاء يستهدف الطلاب من الصف الأول حتى الصف السادس، وقد جاء متزامناً مع مشاريع مماثلة تستهدف الطلاب السوريين في دول أخرى مثل لبنان والأردن، وبالتعاون مع هيئات دولية للإغاثة الإنسانية.
تشكل صعوبات التعلم في الحالة السورية عقبة أساسية أمام تحسين مستوى التعليم، مما يستدعي ضرورة التدخل العاجل لتقليص الفجوة التعليمية.
تحدث مدير المشروع “إبراهيم نداف” لمنصة SY24 عن الأهداف الرئيسية للبرنامج، موضحاً أن المشروع يسعى إلى سد الفجوة في التحصيل الدراسي وتقليل الفاقد التعليمي.
وأضاف أن صعوبات التعلم تعد السبب الرئيسي لظاهرة التسرب المدرسي، حيث يفقد العديد من الطلاب الرغبة في متابعة تعليمهم بسبب شعورهم بعدم قدرتهم على مواكبة زملائهم.
الفكرة الأولية للمشروع بدأت قبل عامين بعد إجراء دراسة ميدانية شملت عدداً من الطلاب في الشمال السوري.
أظهرت النتائج أن حوالي 70% من الطلاب يعانون من صعوبات في التعلم في مختلف المواد، وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة بالنسب العالمية التي لا تتجاوز 15%، هذه النتائج أكدت الحاجة إلى تدخل عاجل لرفع مستوى التحصيل الدراسي وتقليل التسرب.
وفي إطار تنفيذ المشروع، تم افتتاح وحدة الدعم الطلابي في بلدة قاح شمالي إدلب قبل عام واحد، حيث تم تدريب أكثر من ألف معلم ومعلمة على كيفية معالجة صعوبات التعلم، وفي مرحلة لاحقة، تم افتتاح 21 مركزاً مؤقتاً لمعالجة الصعوبات في منطقتي إدلب وريف حلب الشرقي، حيث تم تقديم الدعم لأكثر من 1700 طالب وطالبة.
أوضح “نداف” أن هذا المشروع ليس مجرد برنامج تعليمي عابر، بل هو خطوة استراتيجية لتطوير قدرات المعلمين والمعلمات في التعامل مع صعوبات التعلم، حيث اكتسبوا مهارات جديدة في استخدام منهجيات علمية تبدأ بالتشخيص وتنتهي بوضع خطط علاجية فردية لكل طالب، هذا النهج ساهم في تقليل نسبة التسرب المدرسي بشكل ملحوظ، حيث يشعر الطلاب بتحسن في مستوى فهمهم للمواد الدراسية.
يمثل مشروع معالجة صعوبات التعلم في الشمال السوري خطوة حاسمة نحو تحسين جودة التعليم وتقليل نسبة التسرب المدرسي، مما يعزز فرص الطلاب في استكمال تعليمهم وتطوير قدراتهم.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع التعليم في المنطقة، إلا أن مثل هذه المبادرات تقدم بصيص أمل للطلاب والمعلمين على حد سواء، وتؤكد على أهمية التعاون بين الهيئات المحلية والدولية للنهوض بمستقبل التعليم في سوريا.