ينتظر صاحب محل تصليح مولدات الكهرباء “أبو أيمن” أياماً طويلة حتى يحصل على فرصة لتصليح عطل بسيط في إحدى المولدات، وذلك لقلة استخدامها واعتماد الكثير من الأهالي على استعمال الطاقة الشمسية والكهرباء التركية.
أوشكت مهنة تصليح مولدات الكهرباء على الاندثار، نظراً لانعدام استخدامها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد دخول الكهرباء التركية إلى عدة مدن في الشمال السوري.
“أبو أيمن”، رجل خمسيني وأب لستة أولاد، يقيم في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. ورث عن والده مهنة تصليح المولدات الكهربائية، واشتهر بها خلال السنوات الأولى من الحرب في سوريا.
يقول “أبو أيمن” إنه تعلم هذه المهنة وأتقنها على يد والده قبل أكثر من 35 عاماً، وعمل بها كمصدر دخل إضافي لعائلته قبل وأثناء الحرب.
أدت الحرب في سوريا إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كافة المحافظات لساعات طويلة ومتواصلة، مما دفع الكثير من الأهالي للبحث عن حلول بديلة تحافظ على سير حياتهم اليومية، يقول “أبو أيمن” إن مهنة تصليح المولدات شهدت ازدهاراً واسعاً منذ بداية الحرب حتى دخول الكهرباء التركية إلى المنطقة، باعتبارها الحل الوحيد في ذلك الوقت.
يستذكر “أبو أيمن” فترة ما بين عام 2013 و2017، عندما لم تكن أنظمة الطاقة الشمسية متوفرة، وكان معظم الأهالي يعتمدون على مولدات كهربائية كبيرة تعمل بالمازوت، ومع دخول أنظمة الطاقة الشمسية في عام 2015 بكميات محدودة، بدأت الألواح الشمسية بالانتشار، حتى أصبحت توفر الطاقة الكافية لتشغيل آليات المصانع الكبيرة.
ويؤكد أن نسبة كبيرة من المصانع والمعامل والشركات باتت تعتمد على الطاقة الشمسية لأنها أوفر بكثير من تكلفة تشغيل المولدات الكهربائية.
من جهته، يجر المزارع “أبو بدر” (41 عاماً) مولدته الكهربائية خلف سيارته إلى مكان لتصليحها بعد أن تعطلت أثناء تشغيلها في أرضه الزراعية القريبة من خطوط التماس جنوبي إدلب، يقول “أبو بدر” إنه يعتمد على المولدات لسقاية أرضه، حيث يرفض تركيب منظومة طاقة شمسية خوفاً من استهداف القذائف لها أو تعرضها للسرقة.
وأشار “أبو بدر” إلى أن عدد المولدات الكهربائية بات محدوداً جداً، حيث حلت محلها الطاقة الشمسية والكهرباء التركية.
وأمام هذا التغيير، لجأ “أبو أيمن” لاستقبال آلات كهربائية مختلفة لتصليحها، في محاولة لتأمين دخل لعائلته في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها معظم سكان المنطقة.