في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في لبنان وتدفق أعداد كبيرة من النازحين إلى سوريا، يسعى النظام السوري إلى استغلال هذه الأزمة لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي وابتزازه للحصول على دعم مالي.
وفي التفاصيل، استقبل رأس النظام السوري بشار الأسد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، مؤكداً استعداده للتعاون مع المنظمات الدولية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في لبنان، حسب ادعاءاته.
وخلال اللقاء، شدد رأس النظام السوري على خطورة الوضع الإنساني في المنطقة بأكملها، مشيراً إلى التحديات والصعوبات التي تواجهها سوريا، في تجاهل تام لأزمة السوريين الاقتصادية والمعيشية، وحتى أزمة السوريين الفارين من الحرب في لبنان إلى سوريا.
وفي إطار الجهود الدولية لمواجهة هذه الأزمة، أطلق المفوض السامي غراندي نداءً لتأمين 324 مليون دولار لمساعدة النازحين من لبنان إلى سوريا.
وقد جاءت هذه الدعوة خلال زيارة أجراها غراندي إلى دمشق، حيث التقى برأس النظام ووزير خارجيته لبحث سبل دعم الوافدين الجدد.
وقد شهد معبر يابوس الحدودي زيادة كبيرة في أعداد المتدفقين من لبنانيين وسوريين، خاصة بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، في حين زار المسؤول الأممي المعبر للاطلاع على التسهيلات والمساعدات المقدمة للوافدين.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيادة في أعداد النازحين جاءت عقب مقتل متزعم ميليشيا “حزب الله” حسن نصر الله وتكثيف إسرائيل لعمليات القصف.
وفي محاولة لتحسين صورته، أعلن النظام السوري عن توفير كافة السبل وتأمين الاحتياجات والمستلزمات الضرورية للوافدين من لبنان، بما في ذلك تقديم الخدمات الطبية في المستشفيات بشكل مجاني.
وتأتي هذه الخطوات في وقت تتواصل فيه الغارات والهجمات الإسرائيلية على مناطق لبنانية، مما أدى إلى مقتل المئات من الأشخاص، بينهم عدد من السوريين.
وفي هذا الصدد، قالت الناشطة الإنسانية إيمان الظريفي لمنصة SY24: “نظام الأسد يستغل أي فرصة لمصالحه وليعاود ترتيب أموره وسطوته وسيطرته على البلد، وقد ظهرت أمور كثيرة تدل على ذلك من خلال الحصول على الأموال من الشعب السوري الذي يعيش خارج البلاد، وكذلك باستغلال الوضع الاقتصادي والطلب من المجتمع الدولي المساعدة وتصله حتى الآن المساعدات”.
ورأت أن: “أزمة القادمين من لبنان هي فرصة ثمينة له ليظهر بمظهر المعين والمساعد لهم واحتوائهم في بلده ليقوم بالتسول على اسمهم، ومن المؤكد أن معظمها لن تصلهم هذه المعونات الأممية”.
في الختام، يبدو أن النظام السوري يسعى لاستغلال هذه الأزمة الإنسانية لتحسين علاقاته مع المجتمع الدولي والحصول على دعم مالي، متجاهلاً الأسباب الجذرية التي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة، في حين يبقى السؤال مطروحاً حول مدى فعالية هذه الجهود في تخفيف معاناة النازحين وحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.