شهدت المناطق الشرقية من سوريا تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والميليشيات المدعومة من إيران.
وقد تركزت الاشتباكات في محافظة دير الزور، حيث تم رصد سلسلة من الهجمات المتبادلة بين الطرفين خلال اليومين الماضيين.
وفجر اليوم الخميس، استهدف طيران التحالف الدولي بثلاث غارات جوية مقرات وكتائب عسكرية لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، في أحياء هرابش والعمال وجبل ثردة في مدينة دير الزور.
كما استهدف بغارة رابعة سيارة “براد شحن”، بالقرب من الحدود السورية العراقية كانت قادمة من معبر السكك الحدودي بين سوريا والعراق، ما أسفر عن مقل ثلاثة عناصر وإصابة آخرين، بالإضافة لدمار وأضرار مادية جسيمة.
وأول أمس الأربعاء وفي تطور لافت، استهدفت قوات التحالف الدولي المتمركزة في حقل كونيكو النفطي شمال دير الزور راجمة صواريخ تابعة للميليشيات الإيرانية على أطراف بلدة حطلة، وقد سبق هذا الاستهداف مراقبة مكثفة من قبل طيران الاستطلاع الذي حلق في الأجواء لساعات عدة.
ولم يقتصر الأمر على هذا الهجوم، بل امتد ليشمل مواقع أخرى للميليشيات الإيرانية في منطقة حويجة صكر، في حين أفادت مصادر متطابقة بأن قصفًا يُعتقد أن مصدره القوات الأمريكية، استهدف مواقع في مدينة البوكمال شرق دير الزور.
في المقابل، ردت الفصائل الإيرانية باستهداف قاعدة التحالف الدولي في حقل كونيكو النفطي، وحسب مصادر من أبناء المنطقة القريبة من الحقل، فإن رشقة صواريخ انطلقت من مناطق غرب الفرات الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، مستهدفة محيط القاعدة الأمريكية.
وفي رد سريع على هذا الهجوم، تصدت المضادات الأرضية في القاعدة للأهداف، مما أدى إلى سقوط شظايا في محيط القاعدة، كما أقلع طيران التحالف مباشرة بعد استهداف القاعدة، ونفذ غارتين جويتين استهدفتا مستودعًا للأسلحة ومنصة صواريخ في بلدة عياش غربي دير الزور.
وحول تلك التطورات، قال الناشط السياسي والمهتم بملف المنطقة الشرقية، يوسف الشامي لمنصة SY24: “لا يمكن فصل ما يجري من تطورات من قصف إسرائيلي على ميليشيا حزب الله اللبناني والمدعوم من إيران، أو قصف التحالف الدولي على الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا، فالقصف مترابط وهدفه القضاء على أي تحركات إيرانية والقضاء على طرق الإمداد ومستودعات الذخيرة التابعة لها”.
وأضاف: “يلاحظ أن التنسيق بات واضحا بين إسرائيل وواشنطن فيما يخص توسيع بنك الأهداف من جنوب لبنان إلى الداخل السوري، واستمرار القصف المتصاعد على مواقع الميليشيات الإيرانية، بالتزامن مع استمرار إسرائيل باغتيال قادة الميليشيات الذين يتواجدون في منازل سكنية أو مقرات عسكرية داخل سوريا”.
وفي السياق، أنشأت قوات التحالف الدولي برج مراقبة جديد في مدينة الشحيل بريف دير الزور، بهدف رصد تحركات الميليشيات الإيرانية على ضفة نهر الفرات شرقي دير الزور.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي انفجارات داخل قاعدة التحالف الدولي، كما أجرت قوات التحالف تدريبات بالذخيرة الحية في القاعدة، بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة في أجواء المدينة.
وامتد التوتر إلى مدينة القامشلي، حيث سُمع صوت انفجار ناجم عن سقوط قذيفة مجهولة المصدر في منطقة قريبة من المطار.
يذكر أن هذا التصعيد يأتي بعد أيام من غارتين جويتين نفذها طيران التحالف الدولي، استهدفتا مستودعات عياش التابعة لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” غرب مدينة دير الزور.
تجدر الإشارة إلى أن موقع عياش، الذي يبعد عن مركز المدينة بحوالي 10 كيلومترات، يضم مركزًا لتدريب الفصائل التابعة لإيران، بالإضافة إلى مستودعات لقوات النظام السوري استولت عليها الميليشيات الإيرانية.
ومع استمرار هذه الاشتباكات، يبقى الوضع الإنساني للسكان المحليين محل قلق، إذ يجدون أنفسهم في خضم صراع متعدد الأطراف، حسب مراقبين.