شهدت الليلة الماضية تصاعداً في الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في ريفي حمص وحماة، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية معمل سيارات إيراني في المدينة الصناعية بحسياء بريف حمص الجنوبي.
الهجوم أسفر عن اندلاع حرائق ضخمة وإصابة شخص بحروق كحصيلة أولية. تزامناً مع ذلك، استهدفت غارات أخرى اللواء 47 في جبل معرين بريف حماة الجنوبي، ما أدى إلى اشتعال حريق ضخم في الموقع العسكري المستهدف.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن القصف استهدف عدة مواقع للميليشيات الإيرانية، منها مستودعات للذخيرة في حسياء وموقع عسكري للفرقة الرابعة في ريف حماة الجنوبي.
في المقابل، تبنى إعلام النظام السوري رواية تشير إلى استهداف معمل تصنيع السيارات في حسياء وتدمير سيارات محملة بمواد إغاثية ومساعدات، مشيراً إلى إصابة شخص واحد بجروح، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة.
مصدر عسكري تابع للنظام السوري صرح بأن “العدوان الجوي الإسرائيلي وقع حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، مستهدفاً معملاً لتجميع السيارات في حسياء بريف حمص وموقعاً عسكرياً في حماة، دون تسجيل خسائر بشرية”.
وفي ذات السياق اندلع حريق ضخم مجهول الأسباب في معمل أدوات ومعدات دهانات في منطقة الكسوة بريف دمشق، المعمل يحوي مواد قابلة للاشتعال أدت إلى اتساع رقعة الحريق تصاعد كثيف الدخان.
مصادر محلية رجحت أن يكون سبب الحريق والانفجارات التي سمعت جراء قصف إسرائيلي استهدف مستودعات في منطقة “تل المانع” قرب الكسوة، الذي كان يشكل الجدار الغربي لفوج الصواريخ الإيرانية التابع للواء 157 صواريخ قرب قرية المطلة بريف دمشق.
ويأتي هذا الاستهداف بعد أيام قليلة من قصف مماثل استهدف مواقع إيرانية في حسياء، حيث تم قصف مصنع إيراني ومستودعات أسلحة وذخيرة، وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات الأخيرة استهدفت مواقع إيرانية تُستخدم من قبل الميليشيات الموالية لطهران.
تُضاف هذه الهجمات إلى سلسلة من الغارات المكثفة التي طالت مؤخراً مواقع استراتيجية في محافظتي حماة وحمص، بما في ذلك مستودعات أسلحة بالقرب من قلعة “شميميس” شمال غرب مدينة سلمية بريف حماة الشرقي.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المستودعات التي تم استهدافها تحتوي على ذخائر هامة، مما أدى إلى انفجارات هائلة في تلك المواقع.
ويعتبر هذا التصعيد جزءاً من محاولات إسرائيل المستمرة لتقويض النفوذ الإيراني المتنامي داخل سوريا، حيث تُعد المواقع المستهدفة جزءاً من شبكة إمداد تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران.
يبدو أن وتيرة الصراع بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية في سوريا تتجه نحو مزيد من التصعيد، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية إيرانية داخل الأراضي السورية والاحتفاظ بحق الرد من قبل النظام السوري.