صباح كل سبت، تسجل “أم عامر” احتياجات منزلها على ورقة صغيرة، ثم تقصد بازار مدينتها الشعبي في وقت مبكر قبل أن تشتد عليها أشعة الشمس ويزدحم المكان بالزوار.
تشهد البازارات الشعبية في مدن الشمال السوري ازدحاماً كبيراً مع اقتراب فصل الشتاء، وذلك لإقبال الكثير من الأهالي على شراء مستلزماتهم الضرورية قبيل حلول الفصل.
رحلة أسبوعية لتلبية احتياجات الأسرة:
“أم عامر” سيدة في الأربعينيات من عمرها، أرملة وأم لخمسة أولاد، تقيم في مدينة أريحا جنوبي إدلب، تتردد كل أسبوع إلى بازار مدينتها لتشتري احتياجات منزلها التي تكفيها لمدة أسبوع كامل، تقول إن أصحاب البسطات الموجودة في البازار يبيعون سلعهم بأسعار منخفضة مقارنة مع أسعار المحال التجارية في المدينة.
يقصد أهالي مدينة أريحا والقرى المجاورة لها البازار الشعبي، الذي يفتتح كل يوم سبت بالقرب من الطريق الرئيسي لجبل الأربعين، تقول “أم عامر” إن السوق الشعبي يحظى بآلاف الزوار الذين يشترون احتياجاتهم من البسطات المتنوعة.
تنوع السلع المتوفرة في البازار:
تعد بسطات الألبسة المستعملة من أكثر البسطات انتشاراً في السوق، إضافة إلى بسطات الألبسة الجديدة، أدوات المطبخ، أثاث المنزل، المواد الغذائية، والمنظفات بكافة أنواعها.
تتجول “أم عامر” بين البسطات وتشتري ما تحتاجه من بضائع، ثم تضعها في كيس قماشي كبير، لتحمله وتعود إلى المنزل، تقول إنها توفر أكثر من 300 ليرة تركية خلال جولتها الأسبوعية مقارنة بأسعار المحال التجارية.
يسعى الكثير من الباعة في الأسواق الشعبية إلى تخفيض أسعارهم لجذب أكبر عدد من الزبائن، مع تحقيق أرباح بسيطة تكفي لتأمين قوت عوائلهم.
“أبو حيدر” رجل خمسيني، أب لستة أولاد، يقيم في قرية منطف جنوبي إدلب، ينتقل بين مدن وقرى عديدة حسب موعد البازار، ويبيع على بسطته مواد غذائية متنوعة.
يواجه “أبو حيدر” عقبات مثل الحرارة المرتفعة في الصيف والبرد والمطر في الشتاء، مما يضطره في بعض الأحيان إلى العودة لمنزله قبل بيع كافة بضائعه، يقول إن الأسواق الشعبية تفتقر إلى الأسقف الواقية من المطر والشمس، مما يشكل مشكلة حقيقية لدى الزبائن والباعة.
دور البازارات في توفير فرص عمل:
تستقطب البازارات أصحاب الدخل المحدود والفقراء بسبب أسعارها المناسبة، إضافة إلى أنها وفرت فرص عمل كثيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانتشار البطالة وقلة فرص العمل.