أزمة سكن تفاجئ المستأجرين في مدينة الرقة شرق سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

تشهد مدينة الرقة شرق سوريا أزمة سكن غير مسبوقة، حيث وجد العديد من المستأجرين أنفسهم فجأة مضطرين لإخلاء منازلهم المستأجرة، ما يُضيف فصلاً آخر إلى سلسلة المعاناة التي يواجهها السكان في المنطقة.

وحسب الأنباء الواردة من المدينة، فإن جذور هذه الأزمة تعود إلى عودة مفاجئة لأصحاب المنازل الأصليين، الذين كانوا مقيمين في لبنان لسنوات.

حيث دفعت الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة في لبنان هؤلاء المُلاك إلى العودة إلى منازلهم في الرقة، بحثاً عن ملاذ آمن واستقرار في وطنهم الأم.

هذه العودة المفاجئة خلقت معضلة إنسانية معقدة، فمن جهة، يجد أصحاب المنازل أنفسهم مضطرين للعودة إلى ممتلكاتهم بعد أن فقدوا كل شيء في لبنان، ومن جهة أخرى، يواجه المستأجرون، الذين استقروا في هذه المنازل لسنوات خطر التشرد المفاجئ، حسب تعبير عدد من أبناء المنطقة وخاصة المتضررين من هذه الأزمة.

وعبّر العديد من المتضررين عن يأسهم وقلقهم إزاء هذا الوضع، فقد قال أحدهم “يجب إما تأمين الخيام أو تأمين الكرافانات لنسكن فيها، أرحم من التفكير والعذاب الذي يدور في عقولنا خاصة مع حلول فصل البرد والتفكير أين سنذهب”، ما يعكس حجم المأساة وحالة اليأس التي وصل إليها بعض المستأجرين، حيث أصبحوا يرون في الخيام والكرافانات حلاً أفضل من التشرد.

في المقابل، يرى البعض أن عودة أصحاب المنازل إلى ممتلكاتهم أمر طبيعي ومشروع، إذ علّق أحد الأشخاص قائلاً: “حق مشروع، بمعنى أنه ليس من المعقول أن يكون عندي بيت وأذهب كي أستأجر منزلاً آخر”، الأمر الذي يسلط الضوء على تعقيد الموقف وتعارض المصالح بين الطرفين.

وفي هذا الصدد، رأى الناشط السياسي عبد المنعم المنبجاوي في حديثه لمنصة SY24: أن “هذه الأزمة تمثل صراعاً عاطفياً وإنسانياً عميقاً، حيث يقف كل طرف في مواجهة مصاعب لا تقل قسوة عن الأخرى، فبينما يسعى أصحاب المنازل للعودة إلى ممتلكاتهم هرباً من ظروف صعبة في لبنان، يجد المستأجرون أنفسهم فجأة مهددين بفقدان المأوى الذي اعتبروه لسنوات مصدراً للأمان والاستقرار”.

ولفت إلى أن مشكلة الحصول على منزل للإيجار أو حتى ارتفاع إيجارات المنازل معضلة قديمة متجددة سواء في الرقة أو حتى في عموم المنطقة الشرقية، فهي تضيف أعباء اقتصادية تثقل كاهل المواطنين، وبالتالي أزمة الإخلاء بشكل مفاجئ ستزيد من حجم الأزمة إن كان للمؤجر أو حتى للمستأجر، وفق تعبيره.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يناشد المتضررون السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية للتدخل وإيجاد حلول عاجلة، فالحاجة ملحة لتوفير مساكن بديلة للمستأجرين المهددين بالإخلاء، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من تحديات إضافية، بحسب كلامهم.

واليوم السبت، أفادت خلية الأزمة المختصة بشؤون القادمين من لبنان، والتي شكَّلتها الإدارة الذاتية، بأن العدد الكُلّي للداخلين إلى مناطق شرق سوريا قادمينَ من لبنان بلغ19132 شخصًا، مشيرة في بيان لها إلى أن العائدين يتوجهون إمّا لمنازلهم أو إلى أقاربهم في شمال وشرق سوريا، أمّا من ليس لديه مكان للذهاب إليه، فتُخصص الإدارة الذاتية مراكز لإيوائهم.

مقالات ذات صلة