حمص في مرمى الفوضى الأمنية: المواطنون بين الخوف والقلق

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

تشهد مدينة حمص السورية عودة سلسلة من عمليات الخطف التي أثارت حالة من الذعر والقلق بين سكانها، مما يسلط الضوء على تدهور الوضع الأمني في المدينة وعجز السلطات عن حماية المواطنين.

وفي المستجدات، تعرض أحد الأشخاص لعملية خطف من أمام مصنعه في حمص، في حادثة وقعت في وضح النهار، ما يشير إلى جرأة الخاطفين وعدم خوفهم من الملاحقة الأمنية والقانونية، حسب عدد من أقارب الشخص المختطف.

وفي حادثة منفصلة وبعد حادثة الخطف الأولى بيومين، تم اختطاف شابين آخرين بعد أن تم استدراجهما إلى منطقة تلبيسة شمالي حمص، حيث تم اعتراضهما وحجز سيارتهما ليفقد الاتصال بهما لاحقاً.

وفي تطور مثير للقلق، قامت العصابة الخاطفة بالاتصال بذوي المختطفين ومطالبتهم بفدية مالية ضخمة مقابل الإفراج عنهما، مع التهديد بقتلهما في حال عدم دفع الفدية.

وقد أثارت هذه الحوادث المتكررة موجة من الغضب والاستياء بين أهالي حمص، الذين عبّروا عن إحباطهم من عجز السلطات عن حماية المواطنين.

وفي تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أشار بعض السكان إلى أن الخاطفين معروفون للسلطات، لكن لا أحد يجرؤ على ردعهم، في حين ذكر البعض أن الخاطفين ينتمون إلى جماعات معينة في أحياء المزرعة والعباسية التي تؤوي مجموعات مدعومة من الميليشيات الإيرانية وشبيحة النظام السوري.

وانتقد آخرون غياب دور أجهزة الأمن التابعة للنظام، متسائلين عن جدوى وجود فروع الأمن المنتشرة في كل مكان إذا كانت عاجزة عن حماية المواطنين، حسب تعبيرهم.

وأعرب البعض عن اعتقادهم بأن هذه الأفعال هي نتيجة لأنشطة عصابات مرتبطة بالنظام، خاصة بعد انتهاء ظاهرة “التعفيش” التي انتشرت خلال سنوات حرب النظام على السوريين منذ عام 2011.

بدورهم، أثار بعض المعلقين على هذه العمليات الشكوك حول هوية الخاطفين الحقيقية، مشككين في الرواية الرسمية التي تشير إلى أن الخاطفين قادمون من منطقة تلبيسة، إذ يرى هؤلاء أن الأمر قد يكون أكثر تعقيداً، وأن هناك أطرافاً متعددة متورطة في هذه الجرائم.

ورأى الناشط السياسي محمد الشيخ المهجر من مدينة حمص إلى الشمال السوري في حديثه لمنصة SY24: “أن تفاقم ظاهرة الخطف في حمص يعكس حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها سوريا بشكل عام، حيث انتشرت جرائم القتل والنهب والسرقة في مختلف أنحاء البلاد”.

واعتبر أن: “غياب المحاسبة والرقابة قد ساهم في تحول بعض المناطق إلى ما يشبه مناطق نفوذ للعصابات والمافيات، ومن هنا يمكن القول إن بعض المناطق في مدينة حمص باتت مرتعاً لعصابات الخطف مقابل المال، إضافة إلى العصابات المنتشرة في أرياف المدينة وفي محيطها”.

ووسط كل ذلك، تتعالى الأصوات من داخل المدينة للتأكيد على أن استمرار عمليات الخطف والابتزاز في حمص يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإصلاحات أمنية وقضائية شاملة تضمن حماية المواطنين وتحقيق العدالة، حسب مراقبين.

وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، يبقى المواطنون في حمص وغيرها من المدن السورية يعيشون في حالة من الخوف والقلق، متسائلين عن مستقبل أمنهم وسلامتهم في ظل استمرار هذه الجرائم وعجز السلطات عن وضع حد لها.

مقالات ذات صلة