تشهد مدينة الحسكة في شرق سوريا تصاعداً غير مسبوق في ظاهرة سرقة المنازل، مما أثار موجة من القلق والاستياء بين السكان المحليين.
وقد برزت هذه المشكلة بشكل خاص في حي خشمان، حيث يشكو الأهالي من تكرار حالات السرقة بشكل شبه يومي منذ أكثر من أسبوعين، وفق تعبيرهم.
وفي ظل هذا الوضع المتدهور، عبّر السكان عن استيائهم من غياب الدوريات الأمنية الليلية، معتبرين أن هذا الغياب هو أحد الأسباب الرئيسية وراء تزايد حوادث السرقة.
ويرى البعض أن الحل يكمن في تكثيف الإجراءات الأمنية، حيث اقترح بعض الأهالي تركيب كاميرات مراقبة في جميع أنحاء الحي كإجراء رادع للصوص، بحسب كلامهم.
وفي محاولة للتصدي لهذه الظاهرة، دعا بعض السكان إلى تنظيم حراسة ليلية تطوعية، مقترحين أن يتناوب خمسة أشخاص كل ليلة على حراسة الحي، ما يعكس حالة اليأس التي وصل إليها الأهالي في ظل عجز السلطات المحلية عن توفير الأمن اللازم، حسب آراء عدد من سكان المنطقة.
وفي سياق متصل، نجح الأهالي قبل يومين في إلقاء القبض على لص كان يحاول سرقة منزل في مدينة الشدادي بريف الحسكة، حيث قام السكان بتسليم اللص إلى الجهات المختصة، في خطوة تعكس رغبة المجتمع في المشاركة في حفظ الأمن والنظام.
ومع تفاقم الوضع، تباينت آراء السكان حول كيفية التعامل مع اللصوص، فبينما دعا البعض إلى تطبيق عقوبات صارمة، مثل قطع يد السارق كرادع للآخرين، أكد آخرون على ضرورة فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، مع التأكيد على أنه “لا عذر للسارق مهما كانت الأسباب”.
وأجمع عدد من الأهالي على أن تفاقم ظاهرة سرقة المنازل في الحسكة يسلط الضوء على التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة، ما يشكل عبئاً إضافياً على كاهل السكان الذين يكافحون بالفعل في ظل ظروف معيشية صعبة.
وأكد الأهالي على ضرورة زيادة الدوريات الأمنية وتنفيذ برامج لمكافحة الفقر والبطالة، وتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية التكافل والتعاون في مواجهة التحديات الأمنية، وفق وجهة نظرهم.
الجدير ذكره، أن مدينة الحسكة كغيرها من المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” في شمال شرق سورية، من أوضاع اقتصادية صعبة في ظل غلاء المعيشة الناجم عن ارتفاع أسعار جميع المواد والسلع التجارية، ناهيك عن انعدام فرص العمل وتزايد عدد متعاطي المواد المخدرة.