مروراً بعدة مناطق تتبع لحكومات مختلفة أشبه بالدويلات داخل سوريا، وصل الشاب ” أحمد” إلى محافظة إدلب، بعد مشقة وذل واستغلال وإرهاق كبير، خلال عودته من لبنان بسبب الحرب الدائرة فيها بين حزب الله وإسرائيل.
حسب الإحصائية الأخيرة للدفاع المدني السوري بعدد اللاجئين السوريين القادمين من لبنان، فقد وصل عددهم إلى أكثر من 1700 سوري، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
“أحمد” شاب في الثلاثينيات من عمره، أب لأربعة أطفال، من أهالي جبل الزاوية جنوبي إدلب ولاجئ في لبنان منذ أكثر من 12 عاماً.
قرر الشاب العودة إلى سوريا، بعد سوء الأوضاع الأمنية في مكان إقامته جنوب لبنان، رغم المخاوف والمخاطر الكثيرة خلال مروره من المناطق التابعة للنظام السوري وقسد.
يروي لنا أحمد عن أولى العقبات التي تعرض لها، فيقول: ” قبل أن أضع قدمي على تراب سوريا، دفعت مئة دولار رسوم الدخول، إضافة إلى 50 دولار رشوة لشرطة الهجرة والجوازات في المعبر.
أمضى الشاب يومين متواصلين، حتى أنهى رحلته من مناطق سيطرة النظام، وبعد أن دفع إتاوات كثيرة، يقول: ” كل حاجز عسكري يطلب أقل مبلغ 200 ألف ليرة سورية من الشاب المطلوب للخدمة العسكرية أو الاحتياط”.
يشير ” أحمد” أن الشاب الذي لا يملك المال أو يمتنع عن الدفع، تقوم الحاجز باعتقاله إلى جهة مجهولة.
عند معبر “التايهة”، تبدأ رحلة أخرى ومعاناة جديدة خلال عبور السوريين من المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد” يقول: ” أحمد” أن مجموعة مسلحة بالقرب من معبر عين الدادات احتجزت أعداد كثيرة من السوريين مدة أربعة أيام، واجهوا خلال هذه الأيام أبشع أنواع الذل والاستغلال والابتزاز المادي، وإضافة إلى الضرب المبرح والشتم.
مرت الأيام الأربعة، ” أحمد” وعائلته ومئات السوريين يناموا في العراء، على أرض مخصصة لتربية الأبقار والمواشي، والمسلحين تحيط بهم من كل جانب وتهددهم بالأسلحة وتزلهم بالشتم.
خلال عودة فتح المعبر الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة وقسد، تمكن الشاب من وصوله إلى بلدته، بعد أن دفع ما يقارب 5 آلاف دولار إتاوات الطريق، إضافة إلى الذل والابتزاز ومشقة السفر والنزوح
يعيش السوريون العائدون من لبنان معاناة حقيقة خلال تنقلهم بين مناطق متعددة تتبع لحكومات مختلفة لكل منها مخاوف ومخاطر مختلفة، يختم ” أحمد” حديثه مع منصة SY24 بالقول” مرت لحظات كثيرة فقد فيها الأمل بالوصول إلى بلدي، الوضع أسوء بكثير مما يتوقعه العقل، والسوريين متعبون جداً من مشقة السفر والذل”.