تفيد الأخبار الآتية من المنطقة الشرقية بتصاعد هجمات الخلايا النائمة على ناقلات النفط، حيث شهدت محافظة دير الزور هجومين متتاليين على مدار يومين استهدفا صهاريج نفط.
وقد أثارت هذه الهجمات مخاوف جديدة بشأن أمن موارد الطاقة في المنطقة وقدرة القوات المحلية على مواجهة التهديدات المتزايدة، حسب عدد من سكان المنطقة.
وفي المستجدات، نفذ مسلحون يُعتقد انتماؤهم لتنظيم داعش هجوماً على صهاريج نفطية في بلدة رويشد شمالي دير الزور، حيث استخدم المهاجمون دراجات نارية وأسلحة رشاشة لاستهداف الصهاريج في بادية المنطقة.
ونتج عن الهجوم أضرار مادية في صهريجين، مع تعطل أحدهما بشكل كامل، وقد تمكن المهاجمون من الفرار إلى جهة غير معروفة بعد تنفيذ العملية.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب حادثة مماثلة وقعت قبل يوم واحد، حيث استهدف مسلحون صهاريج نفطية بالقرب من منطقة المكمن التابعة لناحية أبو خشب غربي دير الزور، ما أسفر عن أضرار مادية، وقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه لاحقاً.
استراتيجية تنظيم داعش، زعزعة الأمن واستهداف الموارد:
وحول ذلك، قال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي لمنصة SY24: “تشير هذه الهجمات المتتالية إلى استراتيجية متنامية لتنظيم داعش تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة واستهداف مواردها الاقتصادية الحيوية”.
وأضاف “يبدو أن التنظيم يسعى لاستغلال الثغرات الأمنية في المناطق النائية من محافظة دير الزور، مما يشكل تحدياً كبيراً للقوات المحلية والتحالف الدولي المناهض لداعش”.
ولفت إلى أن “استهداف ناقلات النفط يمثل ضربة مزدوجة، حيث يؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي ويزرع الخوف بين السكان، كما أنه يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الإجراءات الأمنية حول المنشآت النفطية والطرق التي تسلكها الصهاريج في المنطقة”.
وقبل أسبوع، هاجم مسلحون يعتقد أنهم يتبعون لداعش حقلاً نفطياً قرب حقل الجفرة في بادية العزبة، حيث أضرموا النيران فيه قبل أن يلوذوا بالفرار نحو البادية.
كما استهدف مسلحون آخرون يستقلون دراجة نارية صهاريج نفطية بالقرب من بلدة الصعوة غربي دير الزور، مما تسبب بأضرار مادية.
ولم تقتصر الهجمات على هذه المواقع فحسب، إذ تعرضت صهاريج نفطية أخرى لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين بالقرب من بادية الجرذي في ريف دير الزور الشرقي.
دور داعش في تعقيد المشهد الأمني في شرق سوريا:
وقد تبنى تنظيم داعش عبر حسابات مقربة منه، مسؤوليته عن عمليتي استهداف لصهاريج نفطية في ريفي دير الزور الشرقي والشمالي.
ويرى مراقبون وتقارير غربية أنه مع استمرار هذه الهجمات، يتزايد القلق بشأن قدرة داعش على إعادة تجميع صفوفه في شرق سوريا، وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التعقيدات في المشهد الأمني والسياسي المعقد أصلاً في المنطقة، مما يتطلب استجابة منسقة من قبل القوات المحلية والدولية لمواجهة هذا التهديد المتنامي.