تشهد مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام والميليشيات شرق سوريا ظاهرة مثيرة للقلق، تتمثل في انتشار طلاب المدارس الابتدائية في المقاهي خلال ساعات الدوام الدراسي.
مخاوف الأهالي تتزايد:
وأثارت هذه الظاهرة استياء واسعًا بين الأهالي الذين عبروا عن مخاوفهم على مستقبل أبنائهم وبناتهم، وفق تعبيرهم.
وفي تفاصيل هذه الظاهرة، يشتكي الأهالي من تساهل أصحاب المقاهي في السماح للأطفال بدخول هذه الأماكن رغم صغر سنهم، كما يتساءلون عن دور المدارس في متابعة حضور الطلاب وغيابهم، وعدم تواصلها مع أولياء الأمور لإبلاغهم بغياب أبنائهم.
ويرى البعض أن هذه المشكلة هي نتيجة تراكم أخطاء من عدة جهات، بدءًا من الأهل والمدرسة وصولًا إلى أصحاب المقاهي، وقد أدى هذا التقصير المشترك إلى تدهور وضع الأجيال التي من المفترض أن تكون أعمدة مستقبل البلاد.
ويعزو بعض الأهالي هذه الظاهرة إلى آثار الحرب التي مرت بها سوريا، حيث انشغل الكثير من الآباء والأمهات بتأمين لقمة العيش على حساب الاهتمام بتربية أبنائهم.
كما أشار البعض إلى دور التكنولوجيا، وخاصة الهواتف المحمولة وما تحتويه من تطبيقات، في تشتيت انتباه الطلاب وإبعادهم عن مسارهم التعليمي.
الحلول المقترحة، تفعيل التوجيه المدرسي وملاحقة الطلاب المتغيبين:
وفي محاولة لمعالجة هذه المشكلة، يقترح بعض الأهالي تفعيل دور التوجيه المدرسي من خلال متابعة الغياب والتواصل المستمر مع أولياء الأمور، داعين إلى تشكيل مجموعات تواصل عبر تطبيقات الرسائل لكل صف دراسي لتسهيل عملية المتابعة.
وعلى صعيد آخر، يطالب الأهالي مديرية التربية بالتنسيق مع الجهات الأمنية لملاحقة الطلاب المتغيبين، خاصة في الأماكن العامة كالحدائق، حيث يشكلون مصدر إزعاج للسكان والمارة.
ووسط كل ذلك، تبقى هذه الظاهرة تحديًا كبيرًا يواجه المجتمع في دير الزور، ويتطلب تضافر جهود جميع الأطراف من أهالٍ ومدارس وسلطات محلية للحد من انتشارها والحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة، فالتربية السليمة والتعليم الجيد هما حجر الأساس في بناء مجتمع قوي وواعٍ قادر على مواجهة تحديات المستقبل، بحسب الأصوات التي تتعالى والرافضة لتلك الظاهرة في محافظة دير الزور.