يشهد مخيم الهول في ريف الحسكة، شرق سوريا، سلسلة من الأحداث الإنسانية والاجتماعية المتزايدة، مما يسلط الضوء على الظروف القاسية التي يعيشها النازحون في هذه المنطقة.
وفي المستجدات، شهد المخيم مؤخراً حادثة مأساوية تمثلت في وفاة طفلة رضيعة عراقية نتيجة نقص الخدمات الطبية المقدمة للأطفال الخدج وحديثي الولادة، وبحسب الأخبار الواردة من المخيم، توفيت الطفلة في مستشفى الحسكة العام بعد تأخر إحالتها من المخيم وتدهور حالتها الصحية بشكل حاد.
وتبرز هذه الحادثة أزمة الرعاية الصحية المتفاقمة في المخيم، خاصةً مع توقف عدد من المنظمات الطبية عن تقديم خدماتها بسبب نقص الدعم المقدم من الجهات الدولية الداعمة.
وفي سياق متصل، شهد المخيم توترات اجتماعية متزايدة بين النازحين، حيث اندلعت مشاجرة كبيرة بين نازحين سوريين داخل المخيم بسبب خلاف حول كرة قدم، مما استدعى تدخل إدارة المخيم التي نشرت قواتها واعتقلت بعض المتشاجرين في محاولة لاحتواء الموقف.
ولم تكن هذه الحادثة معزولة، إذ تصاعدت حدة المشاكل بين قاطني القسم الخامس من أهالي حلب وقاطني القسم الرابع من أهالي دير الزور داخل المخيم، وقد تطور الخلاف، الذي بدأ يوم الخميس الماضي بين شابين من المنطقتين، ليشمل أسرتيهما ثم ليتحول إلى نزاع أوسع بين النازحين.
وأفادت التقارير بإصابة العديد من الأشخاص نتيجة التراشق بالحجارة، فيما حاول كبار السن التدخل لوقف الاشتباكات.
وفي هذا السياق، قال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي لمنصة SY24: إن “هذه الأحداث المتتالية تعكس حالة التوتر والضغط النفسي الذي يعيشه سكان المخيم، والذي يزداد سوءاً بسبب الظروف المعيشية الصعبة ونقص الخدمات الأساسية، كما تشير إلى الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الإنسانية وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين، إضافة إلى تحسين الخدمات الصحية والبنية التحتية في المخيم”.
وأكد الحسكاوي على ضرورة العمل لإيجاد حلول مستدامة لقضية العائلات السورية وإخراجها من المخيم، كما يحدث مع العائلات العراقية التي تُخلى من هناك، إلى جانب تكثيف الجهود الدولية لدعم المخيمات وتحسين ظروف الحياة فيها.
ويُذكر أنه بين فترة وأخرى، يدعو المراقبون إلى تعزيز برامج المصالحة والتماسك الاجتماعي بين مختلف الفئات داخل المخيم، لتجنب تفاقم التوترات وضمان بيئة آمنة للجميع.
وفي وقت سابق، شهد مخيم الهول حدثاً بارزاً تمثل في مغادرة 179 عائلة عراقية، يتألف أفرادها من 750 شخصاً، ضمن إطار التنسيق المستمر بين الحكومة العراقية والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، كما غادرت دفعة من العائلات السورية في نهاية تموز/يوليو الماضي، تضم 82 عائلة (346 فرداً)، معظمهم من النساء والأطفال.
وفي أيار/مايو الماضي، خرجت دفعة أخرى من العائلات السورية، تتألف من 69 عائلة، تاركة وراءها سنوات من المعاناة والنزوح.