ترشيح أطفال إدلب لجائزة عالمية.. شجاعة وسط الدمار

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن ترشيح الطفلين أحمد وسنا الزير من مدينة إدلب لجائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2024، تم قبول ترشيحهما ضمن قائمة تضم 118 طفلاً وطفلة من مختلف دول العالم.

اللافت أن “أحمد وسنا” هما الطفلان الوحيدان اللذان يمثلان سوريا في هذا السباق، إلى جانب طفلة من لبنان، ليكونوا الممثلين الوحيدين للوطن العربي في هذا المحفل الدولي، الذي يعد تكريماً لجهودهما الاستثنائية في دعم أقرانهما من الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح في سوريا.

ما هي جائزة السلام الدولية للأطفال؟

تعتبر جائزة السلام الدولية للأطفال واحدة من أرقى الجوائز التي تُمنح للأطفال الذين يظهرون شجاعة وإبداعاً في الدفاع عن حقوق الأطفال على مستوى العالم.

أُطلقت الجائزة لأول مرة عام 2005 من قبل مارك دولايرت، رئيس منظمة حقوق الطفل العالمية، ويتم منحها سنوياً في مؤتمر القمة العالمي للحائزين على جائزة نوبل للسلام.

تعطي هذه الجائزة صوتاً للأطفال، حيث تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وتجاربهم في مجالات حقوق الطفل، وتعد منصة هامة لرفع مستوى الوعي بالقضايا التي تؤثر على ملايين الأطفال حول العالم.

أحمد وسنا الزير: نماذج ملهمة رغم التحديات:

تميز أحمد وسنا الزير بمشاريعهما الإبداعية التي تهدف إلى تحسين حياة الأطفال في مجتمعهم المحلي رغم الظروف القاسية التي يعيشونها.

فقد ابتكرت سنا “العصا الذكية للمكفوفين”، وهو جهاز يهدف إلى تسهيل حياة الأطفال الذين يعانون من فقدان البصر. أما أحمد فقد طور تطبيق “نحول” الذي يساعد في إدارة أدوية الأطفال المصابين بمرض السكري، مما يعكس قدراته التقنية العالية وحسه بالمسؤولية تجاه أقرانه.

لم يتوقف إبداع أحمد وسنا عند هذه المشاريع فحسب، بل شاركا أيضاً في أولمبيادات الحساب الذهني والبرمجة، حيث أظهرا قدرات متميزة في مجالات التفكير العلمي والتقني، وهو ما أكسبهما احترام وتقدير المجتمع المحلي والدولي.

صوت الأسرة: فخر وأمل:

في حديث خاص لمنصة SY24، عبرت والدة أحمد وسنا عن فخرها بأطفالها قائلة: “أنا فخورة جداً بأحمد وسنا، في ظل النزوح والحرب، استطاعا أن يحققا إنجازات لم أتوقعها، وقد أثبتا أن الظروف الصعبة لا تعيق النجاح، هذه الترشيحات تمنحني أملاً كبيراً في مستقبل أفضل لهما وللأطفال الآخرين الذين يعيشون معاناتهم.”

وأضافت أن الطفلين لم يبرعا فقط في دراستهما، بل أظهرا مواهب في مجالات مثل البرمجيات والكتابة وإتقان اللغة الإنجليزية، مما جعلهما يبرزان بين زملائهما، وقد أسهمت هذه الإنجازات في ترشيحهما للجائزة رغم المنافسة الشديدة مع عدد كبير من الأطفال الموهوبين.

ترشيح يسلط الضوء على معاناة الأطفال السوريين:

هذا الترشيح ليس الأول من نوعه لأطفال من إدلب، حيث سبق أن رُشحت الطفلة سيرين مظلوم عام 2022، والطفل محمد عزيز عام 2021، يعكس هذا الترشيح الدور المتزايد الذي تلعبه هذه الجوائز الدولية في تسليط الضوء على معاناة الأطفال السوريين، وفي الوقت ذاته إظهار قدرتهم على التفوق والإبداع رغم الصعوبات الهائلة التي يعيشونها.

أمل نحو مستقبل أفضل

مع ترشيح أحمد وسنا الزير لجائزة السلام الدولية للأطفال، تتجدد الآمال في أن يتمكن أطفال سوريا من تجاوز محنتهم، وأن يجدوا منابر تسلط الضوء على قصصهم ومعاناتهم. هذا الترشيح يمثل رسالة إلى المجتمع الدولي بضرورة الالتفات إلى معاناة الأطفال في مناطق النزاع والعمل على توفير بيئة آمنة تدعم حقوقهم وتساعدهم في بناء مستقبل مشرق.

مقالات ذات صلة