النظام يجري تغييرات مفاجئة في محافظات رئيسية.. ما علاقة القصف الإسرائيلي؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في خطوة مفاجئة وسط الأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة، أصدر رأس النظام السوري بشار الأسد سلسلة من المراسيم التشريعية تقضي بإجراء تغييرات واسعة في قيادات خمس محافظات سورية رئيسية.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تصاعد الاستهدافات الإسرائيلية لمواقع استراتيجية داخل الأراضي السورية، مما يثير تساؤلات حول توقيت وأسباب هذه التعيينات الجديدة.

وكان اللافت للأنظار أن المحافظات التي تم إجراء التغييرات على المحافظين فيها كانت في مرمى الغارات الإسرائيلية، التي تستهدف مواقع الميليشيات الإيرانية وميليشيا “حزب الله” اللبناني فيها، وآخرها في مدينة اللاذقية.

تغييرات مفاجئة في قيادات خمس محافظات سورية:

وشملت المراسيم الرئاسية تعيين محافظين جدد لكل من دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة.

ووفقاً للمرسوم 255، تم تعيين منهل نادر هناوي محافظاً لدير الزور، وأسعد يزيد الطوكان محافظاً لدرعا.

أما المرسوم 256، فقد أنهى تعيين عامر إسماعيل هلال كمحافظ للاذقية، وعيّن خالد وليد أباظه خلفاً له.

وفي حماة، أنهى المرسوم 257 تعيين معن صبحي عبود، وعيّن كمال عبد الرحمن برمو محافظاً جديداً للمحافظة.

وأخيراً، نص المرسوم 258 على إنهاء تعيين معتز أبو النصر جمران كمحافظ للقنيطرة، وتعيين طوني عزيز حنا بدلاً منه.

وجاء هذا التغيير الشامل في القيادات المحلية في وقت حساس، حيث تتعرض سوريا لسلسلة من الغارات الإسرائيلية المكثفة، فعلى سبيل المثال، شهدت مدينة اللاذقية، إحدى المحافظات التي طالها التغيير، غارة إسرائيلية في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري استهدفت مستودعاً للصواريخ يُعتقد أنه تابع لحزب الله اللبناني، في غارة تعد الثانية على اللاذقية منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة ولبنان.

ومن الجدير بالذكر أن التعيين الجديد في اللاذقية يكتسب أهمية خاصة، حيث تم تعيين خالد وليد أباظة، المعروف بقربه من روسيا وتمتعه بحماية روسية، في منصب المحافظ، إذ يشير هذا التعيين إلى رغبة النظام السوري في تعزيز العلاقات مع حليفته الروسية في هذه المنطقة الاستراتيجية، حسب مراقبين.

تحليل أسباب توقيت التعيينات الجديدة في ظل التصعيد الإسرائيلي:

وحول ذلك، رأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد العربي في حديثه لمنصة SY24: “أن الجميع يعلم أن المتحكم في السلطة في سورية هي الأجهزة الأمنية، في حين أن السلطات الأخرى من محافظين ومدراء مناطق ونواحي وحتى مخاتير هم مجرد واجهات وأدوات للتوجيهات الأمنية التي ترتبط عادة بالشبكة المحيطة برأس السلطة”.

وأضاف: “وبالنسبة لهذه المتغيرات فنحن السوريين في الخارج المتابعين لوضع سورية لا نعرف القديم ولا الجديد من هؤلاء المسؤولين، فهم مجرد أحجار شطرنج على رقعة الإدارة كمحافظين في سورية”.

وتابع: “قد يكون هناك أسباب لها علاقة بإدارة النظام لواقع المأزق الذي يعيشه واستهداف حزب الله والامتداد الإيراني في سورية، وقد يكون لها دور في مزيد من الابتعاد عن إيران وأدواتها، ولعل النظام يستطيع النجاة من احتمال سقوطه إثر الهجمة الإسرائيلية المدعومة من أمريكا، والحديث يطول”.

يشار إلى أنه في في أيار/مايو 2024، أصدر رأس النظام بشار الأسد مرسوما بتعيين معتز تيسير قطان محافظاً لمحافظة دير الزور، وتعيين معن صبحي عبود محافظاً لمحافظة حماة، وفي 2022 أصدر مرسوما بنقل معتز أبو النصر جمران محافظ ريف دمشق وتعيينه محافظاً لمحافظة القنيطرة، وفي 2021 أصدر مرسوما بتعيين عامر إسماعيل هلال محافظاً لمحافظة اللاذقية، وتعيين لؤي خريطة محافظاً لمحافظة درعا.

ويثير توقيت هذه التغييرات تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراءها، خاصة وأن المناطق المشمولة بالتغييرات كانت هدفاً للغارات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة. فهل هي محاولة لتعزيز الإدارة المحلية في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة؟ أم أنها جزء من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة السلطة المحلية في ظل الظروف الإقليمية المتغيرة؟

وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي والحقوقي مالك عبيد لمنصة SY24: “في ظل الصراع القائم في المنطقة والذي وصل شرره إلى الجبهة الجنوبية لسوريا وفي ظل انحسار المليشيات الإيرانية واداتها حزب الله في لبنان وسوريا يتم إصدار مراسيم تشريعية من هرم السلطة، وهذه المراسيم عبثية لن تغير من الواقع الذي تعيشه سوريا شيئاً وإنما هي ذر الرماد في العيون كما يقال وببساطة هي محاولة يائسة على أن الدولة السورية هي دولة مؤسسات، وهي رسالة إلى المجتمع الدولي بأنه لاتزال هناك دولة تبسط سيطرتها على كافة التراب السوري، علماً أن هناك تقسيم للخارطة السورية على أرض الواقع، فهناك شرق الفرات تسيطر عليه قسد مع قوات التحالف وفي الشمال أيضاً هناك القوات التركية والفصائل المسلحة، والجنوب لا يزال مضطرباً وفيه معارك كر وفر بين الفينة والأخرى، أما في الوسط فإن الروس والمليشيات الإيرانية ومعها النظام يسيطر على الوسط بمساعدة الروس والمليشيات الإيرانية المتعددة”.

ورأى أن “تعيين هؤلاء المحافظين في تلك المحافظات المذكورة هي رسالة طمأنة لهذه المناطق المتوترة ورسالة ووعود بتحسين الحياة المعيشية لهذه المناطق وإعادة الإعمار من خلال المشاريع التي يتم تمويلها من بعض دول الاتحاد الأوروبي المتواطئة معها وبعض دول الخليج وكما يسمى لديهم بحالة التعافي المبكر”.

وتابع قائلاً: “كما هو واضح للعيان لقد اتخذ القرار من قبل السلطات بإبعاد المليشيات الإيرانية وحزب الله من حزام دمشق لتتخذ مواقع أكثر أمنا لها باتجاهها إلى الوسط وإلى القرب من الساحل، لتتخذ من الشعب السوري رهينة لها حيث تغلغلت في تلك المناطق بشكل كبير وخاصة بعد تدمير الضاحية الجنوبية، لذا قامت إسرائيل بهذه الضربات وخاصة في تلك المناطق في رسالة واضحة للنظام السوري بأنه لا بدّ له من إنهاء الوجود الإيراني وأذرعه في سوريا وإلا سوف تستهدف هذه المليشيات والبيئة الحاضنة لها بغض النظر عن من يقتل من الشعب السوري، وكل ذلك يتم بموافقة الروس الذين أعطوا النظام الضوء الأخضر لإنهاء الوجود الإيراني وأذرعه في المنطقة، وكي تبقى لها الساحة خالية من المنافسين لها بالسيطرة على المقدرات الاقتصادية وثروات البلاد لها، وكي يبقى وجودها بشكل دائم في المياه الدافئة التي كانت تحلم بها، وهنا علينا أن ننوه أيضاً أن تلك الضربات تتم عبر موافقة الروس لضرب تلك المليشيات لإبعادها بشكل نهائي عن المشهد”.

وختم بالقول: “لا يمكن أن يصلح العطار ما أفسده الدهر والقادم من الأيام سوف تحمل الكثير من المفاجآت بما ينعكس لصالح القضية السورية وإعادة الحرية والديمقراطية بعد زوال كافة الاحتلالات بكافة مسمياتها وأشكالها”.

يجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قد صعّدت من هجماتها على سوريا منذ بدء الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وازدادت وتيرة هذه الهجمات مع اندلاع الحرب على لبنان في أيلول/سبتمبر الماضي، وتستهدف هذه الغارات بشكل رئيسي مواقع يُعتقد أنها مرتبطة بإيران، حليفة النظام السوري الرئيسية.

مقالات ذات صلة