شابة من إدلب تُبدع في فن الرسم على الخشب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بمناطق الشمال السوري، تلجأ العديد من النساء إلى تأسيس مشاريع صغيرة كوسيلة لتأمين مصدر دخل يعينهن على مواجهة ضغوط الحياة اليومية، هذه المشاريع، التي تتنوع بين الحرف اليدوية والفنون، أصبحت نافذة أمل لهن ولعائلاتهن، وساهمت في تغيير واقعهن وإثبات قدرتهن على الإبداع والمساهمة الفعالة في الاقتصاد المحلي.

“براءة أورمي”، شابة تبلغ من العمر 25 عاماً، تقيم في مدينة إدلب، اكتشفت موهبتها في الرسم على الخشب وبدأت رحلة عمل جديدة مليئة بالإبداع بعد أن اضطرت لترك دراستها في التمريض بسبب الظروف الصعبة، لكن هذه التحديات لم توقف شغفها، إذ أتقنت الرسم منذ أربع سنوات، وتحولت هذه الموهبة إلى مصدر رزقٍ لها ولعائلتها.

مع مرور الوقت، بدأت براءة تتعامل مع أحد المحال التجارية الذي وفر لها دفعة من الخشب لتبدأ برسم تصاميم حسب الطلب، وبدلاً من أن تقتصر على الرسم التقليدي، طورت مهاراتها بإدخال تقنية الحرق على الخشب، لتزيد من جاذبية أعمالها الفنية.

كما أنها وجدت في التعاون مع نجار محلي فرصة أخرى لتخصيص قطع الخشب حسب الأشكال والأحجام التي تحتاجها، مما ساعدها على تقديم تصاميم متنوعة وبأسعار تنافسية نوعاً ما.

ولإيصال أعمالها إلى جمهور أوسع، أنشأت براءة صفحة على منصتي “إنستغرام” و”فيسبوك” تحت اسم “فن الخشبيات”، وسرعان ما بدأ الناس يتعرفون عليها ويتابعونها، بفضل هذه المنصات، ازداد الطلب على أعمالها وأصبحت تنشر بشكل يومي تقريباً، حيث تستعمل في أعمالها ألوان الأكريليك، والألوان المائية، وأقلام الأكريليك أيضاً، إضافةً إلى ذلك، تقوم براءة برسم لوحات على القماش (كونفاس) حسب الطلب، مثل اللوحة التي أنجزتها لأحد المقاهي المحلية.

ورغم النجاح الذي حققته، تعاني براءة من تحديات مادية تحول دون قدرتها على شراء المزيد من المعدات دفعة واحدة، حيث تعتمد على شراء الأدوات بشكل تدريجي، تعمل براءة في زاوية خاصة داخل منزلها، حيث تكرس وقتها في الرسم، مستخدمة ريش وألوان الأكريليك والمائية.

تتراوح أسعار أعمالها من 7 دولارات فما دون، وتستغرق القطعة الواحدة عادة بين ساعتين إلى أربع ساعات، ما يميز أعمال براءة هو قدرتها على إخراج الرسومات بطريقة احترافية تبدو وكأنها طباعة، مما أكسبها إعجاب واهتمام الكثير من الزبائن.

مشروع الشابة هو واحد من مشاريع صغيرة متعددة تُديرها نساء في الشمال السوري وتعد خطوة حيوية نحو تمكين المرأة في مواجهة الظروف الصعبة التي فرضها الواقع الاقتصادي والاجتماعي.

هذه المبادرات لا توفر لهن مصدر دخلٍ ثابتٍ فحسب، بل تساهم أيضًا في تعزيز دورهن في المجتمع، وتؤكد على قدرتهن على الابتكار والإبداع رغم كل التحديات،

مثل هذه المشاريع تُظهر مرونة النساء في مواجهة الصعاب، وتفتح أمامهن آفاقًا جديدةً للازدهار والاستقلال الاقتصادي، مما يُعزز من فرص تحقيق تنمية مستدامة في تلك المناطق.

مقالات ذات صلة