أعلن صندوق “التعليم لا يمكن أن ينتظر”، التابع للأمم المتحدة، عن تقديم منحة جديدة بقيمة 20 مليون دولار، تهدف إلى تحسين نظام التعليم في سوريا، وذلك من خلال برنامج متعدد السنوات يعزز المرونة التعليمية.
هذا البرنامج، الذي تنفذه مجموعة بقيادة منظمة “أنقذوا الأطفال”، يسعى إلى الوصول إلى نحو 80 ألف طفل ومراهق سوري، وتوفير فرص تعليمية شاملة وعالية الجودة لهم، في ظل التحديات المستمرة التي تواجه البلاد.
وتأتي هذه المنحة كجزء من جهود أكبر لجمع التبرعات لدعم التعليم في سوريا، حيث وصلت التبرعات حتى الآن إلى 57 مليون دولار. وقد مكّنت هذه الجهود من دعم أكثر من 610 آلاف طفل في سوريا، من خلال توفير تعليم شامل وإعادة تأهيل حوالي 2,600 فصل دراسي.
يأتي هذا الإعلان في ظل استمرار الأزمة السورية التي مضى عليها أكثر من 13 عامًا، حيث أدت الصراعات المسلحة والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية مثل الزلزال، إلى تعقيد الوضع الإنساني بشكل كبير.
ومن أبرز آثار هذه الأزمة كان الانقطاع الكبير في التعليم، حيث تشير التقديرات إلى أن 2.4 مليون طفل في سوريا باتوا خارج المدارس، بينما 6.9 مليون طفل بحاجة ماسة إلى دعم تعليمي.
وأشارت المديرة التنفيذية لصندوق “التعليم لا يمكن أن ينتظر”، ياسمين شريف، إلى أن الأطفال والمراهقين في سوريا عانوا لفترات طويلة من الانقطاع عن التعليم وسط ظروف الحرب والدمار. وأضافت أن زيادة الاستثمارات في قطاع التعليم بالشراكة مع الجهات العالمية يعد خطوة نحو إعادة الأمل لجيل كامل دفعته الحرب إلى الظل.
في سياق متصل، تسعى هذه المبادرة إلى تحسين الوصول إلى التعليم خاصة للفتيات والأطفال ذوي الإعاقة، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين. ويركز البرنامج على تحسين البيئة التعليمية، بما في ذلك تدريب المعلمين وتقديم الدعم النفسي، لضمان حصول الأطفال على تعليم شامل يعزز من فرصهم في مستقبل أفضل.
ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي جعلت 97% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وتزايد الاحتياجات الإنسانية التي طالت 16 مليون شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال، يبرز التعليم كركيزة أساسية لضمان استقرار المجتمعات المتأثرة وإعادة بناء مستقبلهم.
